الخميس، 8 مارس 2018


جزء الثاني من الكتاب بإ سم : طلوع سعد السعود  ( الرحلة الورتلانية البجائية1 ) الجزء الخامس من الكتابة
 ثم بعد موت قدور الكبير ، تولى أخوه عثمان آغة المخزن في القول الشهير ، ومن خبره أنه كان خليفة على أخيه الكبير بن إسماعيل ، ثم ارتقى قايدا على الدواير ثم ارتقى آغة بدولة الترك بتحقيق التفاصيل ، وكانت سيرته محمودة ، وأحواله مرفودة ، وأوقاته مسعودة ، فكان ذا رأي وتدبير ، ونجاحة وتيسير ، مقبول القول عند القريب والبعيد ، مطاعا في الأمر والنهي بغاية المزيد ، ولمّا مات خلّف ابنه عدة فكان خليفة على ابن عمّه آغة المزاري في إيالة الترك ، وحاله في الأقبال دون التّرك ، ثم صار آغة في وقت الدولة ، وهو أوّل من صار آغة في أيام الدولة ، لما أذعن المخزن للدولة ونشر لعرشه ومن في معناه العدل والعز والأمان ، ونال علامة الافتخار الفضية المسمّة (كذا) بالشيعة والنيشان ، وحين توفي خلّف سبعة من الأولاد ، وهم : قدور الملقب الأقرع ، ومحمد ، والحبيب ، وعلي ، وعبد القادر ، وإسماعيل بغير الازدياد (8).

فقدور الأقرع كان في غاية الشجاعة ، والزعامة والبراعة ، فتولّى أوّلا خليفة على إسماعيل ولد المزاري لما غاب والده المزاري للحج وأداء الفريضة ، ثم ارتقى قايدا بالدواير ثم ارتقى آغة تاسالة على بني مطهر في القولة العريضة ، ثم انتقل بمثل منصبه لتيارت ثم للضاية في القولة المفيدة ، ثم انتقل بمثل منصبه لسعيدة ، وكان مقبول القول محبوبا عند الناس ، لا يخشى بأسا وليس من أهل الإياس ، بارعا في الشجاعة والبسالة ، قاصما في خدمته للأمور البطّالة.
وحدّثني محمد بن الشيخ الدايري أنه كان حاضرا معه في المقاتلة بين الدولة وجيش الأمير بفليتة ، أنّ آغة قدور بن المخفي لما تلاقا (كذا) مع الطيب بن قرنية آغة القوم الحمراء وصار القتال بينهما حصلت الضربة من الطيب لفرس قدور بن المخفي فكسرت رجله الأولى اليسرى ورام التفليتة ، ووقع الانهزام بسبب مجاهر ، جاء قدور الأقرع إلى بالمخفي وقال له ما صيّرك لأمر الحاير ، فقال له أنت ترى المقاتلة ، والهزيمة بعد المقاتلة إياك أن تدعني وحدي وأنا في هذه الحالة ، فقال له يا بن عمّي كيف ندعك وحدك وأنت على هذه
__________________
(8) ذكر سبعة ولكنه لم يعدد منهم إلا ستة ، وأهمل عثمان.

الحالة ، ثم أنه من فوره أمر الجيش بالرجوع للقتال ، وكان هو السابق للنّزال ، فردّ من حينه الهزيمة ، وخلّص بالمخفي من حالته الذميمة.
قال المحدّث ، وقلت يوما لقدور بالمخفي حال رئاسته بفليتة وأنا عنده خيال ، يا سيدي لم أر شجاعا مثلك في وقتنا هذا من الرجال ، فقال لي يا محمد لست بشجاع في صحيح المقال ، وإنما الشجاع الذي خلّصني من العدو ولما كان فرسي على ثلاثة وأنا خائف وداوي ، وهو الباسل الكامل قدور ولد عدة البحثاوي ، ولا زال آغة بالمخفي يراعي له تلك المزية إلى أن مات هذا الشجاع بالمعسكر في القولة الموقانية ، فحمل لوهران ودفن بها بالمقبرة الوازانية.
ولما سمع بموته والي الولات (كذا) بالجزائر ، أدرج سيرته المحمودة في الورقة الخبرية المسمة (كذا) بالمبشر المستعملة على يد الدولة بالجزائر ، المؤرخة بيوم السبت / أول ذي القعدة الحرام عام واحد وثلاثمائة وألف ، الموافق للثالث والعشرين من أوت سنة أربعة وثمانين وثمانمائة وألف ، المعلّمة في القول الوثيق ، بعدد أربعة وستين وخمسمائة وألفين بالتحقيق ، فقال ما نصّه.
مرثية في حق المرحوم آغة قدور ولد عدة المتوفى في السابع والعشرين من جليت (كذا) سنة أربعة وثمانين وثمانمائة وألف أنّ هذا المرحوم كان من بيت البحايثية التي كبيرها وعمدتها الآن ابن عمّه السيد أحمد ولد قادي ولا يخفى أنّ هذا البيت هي (كذا) من منابع الأبطال في الإيالة الوهرانية فكم أبرزت من فوارس مشتهرة بالبأس والإقدام والنصيحة لافرانسا الفخيمة فبمجرد دخولنا بإيالة وهران كان المرحوم فارسا يحوم حول كتائبنا الجرارة وهو من جملة الستين فارسا الذين ثبتوا في الرباط حماية لمستغانيم حين عاد آغة المزاري إلى وهران فيا له من فتى وارثا لشجاعة عمّه مصطفى بن إسماعيل وشهامته حتى امتاز بشدة البأس في سائر الغزو المتجدد نهارا بعد نهار في نواحي مستغانيم ، ولاشتهاره بالحزم والعزم انتخب قائدا على الدواير بعد واقعة اسلى كما أنه لنصيحته وبذل نفسه مع الدولة أوقف أخاه عن الافتتان ، وعابه عن العصيان ، حين وقائع سنة خمس وأربعين وثمانمائة وألف فتولّى آغة على تاسالة ثم الضاية ثم تيارت وسعيدة مكافأة له لحسن عمله وكرم سجيته ومن تمام فضائله أنه كان لا يقع حرب إلا

وحضر ميدانه فكلما وقعت معركة إلّا ونهض إليها مغضبا كالليث في الساعة معزّة لافرانسا وقد حضر حروب المقطع والبرج ومعركتنا الأولى بالمعسكر وهو إذ ذاك ابن سبعة عشر سنة كما شاهد قتال مزغران ورشقون سنة أربعين وثمانمائة وألف وكذا تاقدمت وأصيب بجراحة (كذا) حالة استلائنا (كذا) على المعسكر ثانيا ولمّا فكّ راية من يد العدوّ في يوم تاخمارت سنة إحدى وأربعين وثمانمائة وألف امتاز بنيشان الحرمة من رتبة شوفايلي (9) يعني الركاب على الخيل. وكما حضر سنة اثنين وأربعين وثمانمائة وألف في معركة سعيدة. وسنة ثلاث وأربعين وثمانمائة وألف في معركة مستغانيم وأصيب فيها بجراحات ثلاثة. ثم يوم اسلى سنة أربع وأربعين وثمانمائة وألف لما غنم حصان ولد السلطان وأسلحته استحق الرئاسة بشجاعته المستوجبة الالتفات إليه فنال باليوم المذكور في ميدان الحرب نفسه منصب القيادة على الدواير ، ثم بعد ارتقائه إلى رتبة آغة بتيارت عارك الأحرار مرارا حين تعصّبوا مع الأرباع وفاز بنيشان الحرمة من الرتبة الوردية المنعم بها عليه بعد معركة مزاب ومتليلي كما بدت لنا منه المزايا الجميلة المعتبرة بأخذه حظا وافرا تحت إمارة السيد أبي بكر بن حمزة في تشتيت جموع الشريف محمد بن عبد الله قرب ورقلة. وكما أنه قاتل حميان المتعصبين مع فرق من المغاربة عندما انتقل بمثل / وظيفة آغة على الضاية وهزم حشودهم هزيمة شنيعة قرب الجبل الأخضر ، ثم أنّ في يوم الثالث والعشرين من ديسمبر (كذا) وأربعة وعشرين منه سنة إحدى وسبعين وثمانمائة وألف جدّ في الأرداف مع خيالته على حشود قدور بن حمزة ولم يزل متبعا أثرهم إلى أن بلغ منه ما بلغ في ردّ جلّ البيوت المفتنة في الفتنة الآخرة للطاعة نذكر منها زاوية السيد قدور بن حمزة الذي صيّره مكسور الشوكة إلى اليوم ولذا نعم عليه بنيشان الحرمة من رتبة التطويق ولاكن (كذا) في سنة إحدى وثمانين وثمانمائة وألف لمّا أدركه الهرم واعترته الأسقام ، خانه الدهر وولّت عليه الأيام ، فهجم على الطرافي بين الخضرا والصفيصيفة بشجاعته المعتادة كما هو دأبه إلا أنه لم يبلغ المراد فيا حسرتى على هذا الأنجب السيد قدور ولد عدة ويا أسفى على فقده ضاع لافرانسا بوفاته أحد
__________________
(9) يقصد الفارس من الكلمة الفرنسية : Chevalier.

نصحاء خدامها ، وأحد مشاهير فتيانها ، الذين عضّدونا وثبتوا لنا الاستيلاء على إيالة وهران بمقاتلة الأعداء في مقدمات جيوشنا ، وأيّدونا بالانتصار النافع لنا ، هذا ولكرم سجيته وتهذيب أخلاقه أحبّه رؤساء جيوشنا وولّات (كذا) بلادنا محبّة بالغة فأبقوا معه زمانا بالمخالطة الحسناء والمعاشرة الطيبة ولا ريب أن اسم هذا المرحوم وأصحابه يبقى (كذا) على الألسنة بالخير مذكورا ، وفي الدفاتر المحفوظة بالقلم مسطورا ، لأنهم كانوا أبطالا يعتمد عليهم في النوائب لم يشاهد مثلهم قبل ولا بعد رحم الله من مات منهم عزيزا ولم يمت اسمه ، وأسعد من بقي في قيد الحيوة (كذا) تحت ظل الدولة متصاعدا نجمه ، فلله درّ أولائك الأعلام ، الذين سطّرت الأقلام محاسنهم في طروس الأيام ، رجال وما أدريك من رجال ، أنشد فيهم لسان الحال وقال :
إنّ الفتى من يقول ها أنا ذا
 

ليس الفتى من يقول كان أبي
 
وقد قال من قال :
رحلت فضائلهم وسارت بسيرهم
 

ومضت بهم أيام تلك الوقائع
 
أيامهم وحروبهم لالها ثنا
 

ولدوا وما ولدوا بتلك المواضع
 
فازوا على أقرانهم وتمتعوا
 

بمحاسن ومحامد ومنافع
 
ولمّا مات خلّف ستة أولاد بالبيان ، وهم : محمد ، وعبد القادر ، والحبيب ، وإسماعيل ، وأبو مدين ، وأبو زيان ، فتولى محمد القيادة بسعيدة في حيات (كذا) أبيه إلى أن مات بالمعسكر وحمل لوهران فدفن بالمقبرة التي بها والده ، وخلّف ابنه عثمان بل خلّف عثمان ، وعبد السلام ، ومحمد ، وكلهم في قيد الحياة لا من يجاحده (كذا) وتولى بعهد القيادة بمحلّه أخوه الحبيب وهو في قيد الحياة كباقي إخوته هم في الحيوة (كذا).
ومحمد ولد عدّة كان رجلا موصوفا بالزعامة ، والقوة والدعامة ، مشهورا بالفضل عند الناس ، مقصودا في النوائب لإزالة الباس ، وكان قائدا على الدواير ، محمود السيرة بغاية البوادر ، ولمّا مات خلّف ثلاثة أولادهم في قيد الحيوة (كذا) بالتقريب ، وهم مصطفى / وعثمان والحبيب.

والحبيب ولد عدة كان في غاية البسالة ، والشجاعة والكمالة ، وتولى القيادة على الدواير ، وسار السيرة الحسنة المزيلة للمغاير ، ولمّا مات خلّف ابنه عبد القادر ، فهو في قيد الحيوة (كذا) لا من أهل المقابر ، وعليّ ولد عدة كان اصبايحيا بالإثبات ، وخلّف ثلاثة أولاد وهم : عدة ، والمولود ، وقدور ، وكلهم في الحياة ، كما أنّ إسماعيل ولد عدة كان اصبايحيا وهو أوّل من قرأ من أولاد المخزن بالدولة الفرانسوية ، وعثمان ولد عدة لم يتول شيئا ، كعبد القادر ولد عدة أيضا في القولة الخانسوية ، غير أنّ عبد القادر خلّف ابنا اسمه محمدا هو في الحياة ، وعثمان وإسماعيل لم يعقبا شيئا بالإثبات ، وهذه صفة شجرتهم المحرّرة ، المحققة المؤسّسة المقرّرة.




ر الصغير بن إسماعيل البحثاوي ، تولّى آغة وكان طاهرا من سائر المساوي ، ومن خبره أنه كان في ابتداء أمره سيارا والمراد بالسيار هو السفر ، الواسطة بين الباي والباشا صاحب التحرير ، ثم ارتقى قائدا على بني مطهر ، وكانوا خرجوا عن طاعة باي وهران / ولما تولى عليهم هذا الصنديد فرحوا ورجعوا للإذعان ، لما لهم من الرغبة والبخت في تولية البحايثية عليهم ، والسعادة الطالعة لهم إليهم ، أتى بكبرائهم لباي وهران فأكرم مثواهم ، وفرح بهم لما أذعنوا له وهم تحت رئاسة هذا الشجاع الذي هو كهفهم ومأويهم (كذا). ثم سعا (كذا) في مصاهرة الباي مع شيخ انقاد ، فتزوّج الباي بابنة الشيخ على يد هذا الباسل وصارت رئاسته في الازدياد ، ثم سلّم في هذا الوظيف ورجع لما كان عليه قبل سفيرا ، لأنها من أعلا (كذا) المراتب وأجودها شهيرا ، وكان الباي مصطفى يحبّه كثيرا ، حتى أنه من شدة محبته إياه يخاطبه بقوله يا ولد الحلال خطابا كبيرا ، ثم ارتقى لمنصب آغة بالتحقيق فكان مقبول القول ومطاع الأمر بالتوفيق ، وسبب توليته أنّ ابن عمّه علي ولد عدة ولد البشير تولى آغة فقال له هذا الباسل نرغبك يا بن عمّي أن تقيد تحتك على الدواير ابن عمّك بالحضري ، ولك الأجر والرفعة على الغيري ، فقال له لا نقيّد إلا ولد عدة فلما رآه هذا الشجاع مصمما على ابنه وله في ذلك قوة وشدة ، طلب ذلك من الباي فقال الباي لآغة علي نحبك تجعل ابن عمّك بالحضري قايدا ، فأجابه بأنه إذا كان آغة لا يولي إلا ابنه وإلا فهذا الكلام كله زائدا ، فأمره الباي بنزع البرنوس وعزله فورا من التولية ، وولّى هذا الشجاع آغة في القولة المروية ، وقال له : والله يا ولد الحلال ما كنت أنطق إلّا بأنك أنت آغة بلا ريب ، فسبقني لساني لعلي والله شاهد عليّ في أمري في الحضور والغيب ، وكان هذا الشجاع محمود الأقوال والأفعال ، وجامع لسائر خصال الكمال ، كثير الشجاعة والسياسة ، والبراعة والكياسة ، توفرت فيه شروط الكمال ، ونال العز والرفعة والإقبال ، وقد تقدم الكلام عليه وما قيل فيه من النثر والنظم مستوفيا في ترجمة الباي المقلش والمسلوخ وعلي بما يغني عن الإعادة ، وقد مات ببني مناد في المعركة. وكم به من الجراحات في سائر المعارك بغاية الزيادة ، ولمّا مات خلّف ابنه الوجيه البارع أبا مدين خزنة الحفظ والفهم ، وكثير المعرفة والحفظ للنثر والنظم ، ولم يتول شيئا إلى أن مات فخلّف

ابنه إسماعيل ، ولما توفي دون خدمة خلّف ابنيه وهما : الحبيب ، ومحمد ، كلاهما في قيد الحيوة (كذا) بغاية التأويل.
وهذه شجرتهم بحسب المراد ، ومن الله نكون في الإعانة بالاستمداد :

/ ثم تولى مصطفى بن إسماعيل البحثاوي آغة ، فنال العزّ والإقبال والوجاهة والبلاغة ، وكان رجلا موصوفا بالشجاعة والزعامة ، والبسالة والنزاهة والقيادة ، ذا رأي سديد وتدبير ، وطلاوة ومعرفة كبيرة وتحبير ، قد اجتمعت فيه خصال الكمال ، والعناية البالغة وأوصاف الاكمال ، مسموع الكلمة مقبول القول مطاع الأمر ، مهابا معظما مبجّلا كثير الفكر ، فقد نال الاحترام الجليل مع الأتراك ، ثم مع سلطان المغرب مولاي عبد الرحمان بغاية الاشتراك ، ثم بلغ النهاية القصوى في الرئاسة والتبجيل مع الدولة ، بحيث لم يدرك أحد مقامه


الذي بلغ به غاية الصولة ، فقد كان آغة أغوات بالتحقيق ، وما ذلك إلا لعلمه الصحيح الخالي من التوبيق ، وكانت به جراحات عظيمة ، صارت له بها رفعة جسيمة ، فأحدها (كذا) بصدره قد انجرح به بعين البرانس ، بحيث أصابته الرصاصة بصدره ومشت في جسده إلى أن سكنت منه باللوحة اليسرى في غاية التجانس ، وثانيها قد انجرح من رأسه في واقعة الحد ببلاد أولاد الزاير ، في واقعة الباي المقلش مع درقاوة وبني عامر ، ووجه ذلك في المنقول من صحيح الأخبار ، أنّ هذا الباسل هجم على فارسين من أولاد الميمون فألفى في المعركة أحدهما قد كلّ فرسه وعجز عن الفرار ، فتركه وذهب للآخر وحصلت بينهما المضاربة ، فأخطأ كل منهما صاحبه في تلك المضاربة ، فجاء صاحب الفرس الكال من وراء الباسل وضربه للرأس بالسكين فسجّه ، وقد ضربه آغة بالكابوس فأخطأه ثم ضربه بمؤخر المكحلة فشجه ، ولما حل الجرح العظيم برأس الباسل غشي عليه ، فرآه ابن عمّه علي ولد عدة على تلك الحالة من بعيد ، فخشي أن يخلص العدوّ الضارب له رماه من بعيد ، وكان راميا فأصابه بضربته للصدر واليد التي بها السكين فخر ميتا بغير تفنيد ، وثالثهما قد انجرح من اصبعه وذراعه الأيمن في واقعة المهراز ، وهي الواقعة بين المخزن والأمير إلى أن صار الأمير في غاية الانحياز ، ورابعها قد انجرح من يده في واقعة سكاك بغير الاحتيال ، وهي الواقعة بين الدولة والأمير حال كون المخزن مع الدولة وفيها قال هذا الباسل الدماء حناء الرجال ، وقد تقدم الكلام عليه مستوفيا في دولة الترك والدولة الجمهورية بما فيه الكفاية ، فليراجعه من أراده فإن فيه الوفاية ، وقد ذهب لافرانسا وجلس بها مع سلطانها ورؤسائها وأكل على موائد سلطانها وسائر رؤسائها ، ولمّا مات خلّف ثلاثة أولاد ذكور.
أحدهم آغة محمد بن إسماعيل المشهور ، ومن خبره أنه كان قائدا على الدواير ، ثم ارتقى آغة بني مطهر في القول الناير ، ثم انتقل بمثل وظيفه لعين تموشنت ثم جمع له ما بين العريشة وتموشنت ثم انفرد بتموشنت ، ونال علامة / الافتخار الفضية ، وسيدرك بحول الله وقوته العلامة الوردية ، وقد ذهب لافرانسا غير ما مرّة ، وجلس مع كبرائها وسلطانها وأكل معهم على موائدهم ونال الهدايا منهم بغاية مسرّة ، وهو رجل موصوف بالعقل والثبات ، ولا زال في قيد الحيوة

(كذا) من خيار عباد الله الثقات (كذا) مشتغل بتلاوة القرآن في اللوح والمصحف ، مطالع لكتب الحديث والقصص التي بها الارتقاء للمغترف.
وثانيهم قدور ولم يدرك شيئا من الخدمة في المذكور ، ولمّا مات خلف ابنين في القول المتواتر ، هما في قيد الحياة مصطفى وعبد القادر ، وثالثهم مصطفى أمّه حرّة جزائرية وكان قائدا أوّلا بفليتة ثم انتقل بمثل وظيفه لبني زنطيس ، ثم انتقل لعرشه الدواير بمثل وظيفه ، من غير تحديس ، ثم انتقل به لأولاد خالفة من بني عامر ، ثم انتقل به لعرش أولاد الزاير ، ثم سلّم فيه وسكن وهران ، فهو بها في غاية الاحترام والأمان.
وهذه صفة شجرتهم ، بحسب الظاهر من شهرتهم :


ثم عدّة ولد إسماعيل ومحمد ولد إسماعيل ، ولم يتول منهما إلّا عدة في القول الجليل ، وماتا ولم يعقبا شيئا ، فكان حالهما جمالا وفيئا.

ثم تولى الحاج بالحضري بن إسماعيل البحثاوي ، فكان رحمه‌الله في غاية الصفاوة من الأدناس والمساوي ، وتولى أوّلا قايدا على الدواير ، ثم صار ثانيا خليفة على أخيه آغة مصطفى في القول الناير ، ثم ارتقى ثالثا إلى المنصب الكبير ، فصار آغة المخزن بأجمعه في دولة الأمير ، وكان موصوفا بالكرم والسياسة ، والأدب والمعرفة والشجاعة والكياسة / محبا للعلماء ومجالسا لهم ، جمع خزنة من الكتب ممارسا لهم ، وذلك كله بالسماع دون المناظرة ، حتى صار إذا حصل سؤال عن القضية بمحضر العلماء يقول انظروها في الباب الفلاني من الكتاب الفلاني فقد سمعتكم تقرءونها فيه في الوقت الفلاني حال المذاكرة ، ولم يجمع أحد الكتب من البحايثية ما جمعه هو إلّا ابن أخيه الحاج المزاري وأولاده ، فإنهم مثله في ذلك وقد فاقوه فيها في بعض أفراده ، ومات رحمه‌الله بمصر حال ذهابه لحجّه ، فأتمّ الله له المراد بنيل المكارم التي أفضت لضجّه ، وخلّف محمدا بالحضري وكان من خبره في قول الحضري ، أنه تولى قائدا بعرش الدواير ، وتمّ حزمه وصار في الحال البارق الناير ، ثم ارتقى آغة بتيارت ، ثم انتقل بمثل وظيفه للدواير في القول الثابت ، ثم انتقل بمثل ذلك الوظيف إلى بلعبّاس ، فنال الاحترام وطاب بطيب الأنفاس ، ثم انتقل إلى تلك الرياسة بفليتة ، فنال بزمّورة الافتخار الذي لم ينله ممّن تولى بفليتة ، ولا زال آغة بزمّورة إلى أن مات بها في عام سبع وسبعين وثمانمائة وألف ، الموافق لعام أربعة وثمانين ومائتين وألف ، ثم حمل لمستغانيم ومنها لوهران ، ودفن بها بمقبرة سيدي البشير جيرة أعمامه وقرابته في غاية البيان ، وقد نال علامة الافتخار المسمّة (كذا) بالتطويق ، فكان في سمائه بدرا كامل الهالة والنّور إلى أن ناداه منادي الارتحال والنفريق ، ولمّا مات خلّف عشرة أولاد ذكور ، وهم : بالحضري ، وبلقاسم ، ومصطفى ، ومحمد ، وأحمد ، ويوسف ، وعبد القادر ، والبشير ، ومحمد ، والحبيب ، وما عدا الآخر (كذا) أحياء وهو لم يعقب في المشهور ، وقد تولى بالحضري قيادة الدواير ولا زال بها للآن ، وبلقاس تولى قيادة الدواير وتأخّر

عنها في هذا الزمان ، ومصطفى هو من أعضاء مجلس المشورة الصغير بوهران ، وغيرهم لم يتول خدمة بالبيان.
وهذه صفة شجرتهم ، بغير نقص من شهرتهم :


الطبقة الثانية

/ الطبقة الثانية أولاد عدة بالبشير أهل التأويل ، كان جدهم عدة خليفة على أخيه آغة إسماعيل ، موصوفا بالشجاعة والكرم والكفالة لليتامى والأراميل (كذا) وتقدّم الكلام عليه مستوفيا نظما ونثرا في دولة الباي إبراهيم ، بما يغني عن الإعادة للتفاهيم ، ولمّا مات خلّف ستة أولاد ذكور بالتحرير ، وهم علي ومنصور وقدور ، واعمر ، والحاج ، محمد ، والبرادعي الكبير.
فعلي ولد عدة تولى آغة بدولة الأتراك ، وكان موصوفا بالفضاضة والشجاعة والرماية والغلظة البالغة للاشتراك ، حتى كان لا يدخل على الباي على ما حكي إلّا بسلاحه ، حاملا لكوابسه معه غير خافض لجناحه ، فتضرّر باي وهران من غلظته ورفع لباشا الجزائر أمره في شكيته (كذا) فاغتاظ عليه الباشا وسجنه بالجزائر حولا كاملا ثم عفا عنه لشجاعته وقال له اتق الله ولاكن (كذا) على الباي صائلا ، ولمّا مات خلّف ثلاثة أولاد ، وهم عدة ، وأحمد ، وقدور ، بغير الازدياد ، فعدّة تولّى قائدا على الدواير في تولية والده ، وعليه وقع الخصام بين باي وهران مصطفى ووالده ، ومات وخلّف ابنه الحاج علي ولم يتول شيئا ، ولمّا مات خلّف ابنه محمدا حمية (كذا) فمات ولم يعقب شيئا ، وأحمد بن علي لم يتول شيئا ، ولما مات خلّف ابنه الحاج فمات ولم يعقب شيئا ، وقد ولد علي البحثاوي ، فإنه لم يتول خدمة فيما للراوي ، ولمّا مات خلّف ابنه محمد الكبير ، فتولى قيادة الدواير في دولة الأتراك في القول الشهير ، ولمّا جاءت الدولة الغولية تولّى خدمتها بالركوب ، فكان محبوبا عند رائسها (كذا) بيجوا بغاية المطلوب ، وكان في غاية الشجاعة ، والفراسة (كذا) والبراعة ، لاكنه (كذا) كان فضا غليظ القلب كجده علي ليس بذي المراعة ، وقد أخذ علامة الافتخار الوردية ، فكان بها في غاية الأحوال المرضية ، ومات سنة تسع وأربعين وثمانمائة وألف ، الموافقة لعام ست وستين ومائتين وألف ، وسبب موته على ما قيل أنّ ابنه البهلول غاب نهارا عليه ، فركب فرسه ليلا وذهب للتفتيش عليه ، فوثب فرسه مطمورة ألفاها بالطريق ، فأصابه قربوس سرجه المقدّم للصدر فتألّم به ومات بالتحقيق ، ولمّا مات خلّف ثلاثة أولاد ذكور ، وهم محمد الصغير الأحول وعبد الله البهلول المفقود والحبيب الكفيف بالمشهور ، فكان محمد الأحول قايدا بعتبة في وقت

الدولة ، وكان فضا شجاعا كأبيه وجده في الفضاضة والصولة ، وسبى في واقعة فليتة التي مات بها مصطفى بالتحرير ، ثم رجع من سبيه في الشهير ، ومات دون عقب سنة تسع وسبعين وثمانمائة وألف ، الموافقة لعام ست وتسعين ومائتين وألف ، وعبد الله البهلول مات بلا عقب في البيان ، والحبيب الكفيف هو حيّ الآن /.
ومنصور ولد عدة بالبشير ، لم يتول الخدمة في القول الشهير ، ومات وخلّف ابنه محمدا وهو خلّف ولدين ، وهما علي ومصطفى فماتا بلا عقب بلا مين.
وقدور ولد عدة بالبشير ، لم يتول الخدمة بالتحرير ، لاكنه (كذا) كان موصوفا بالبشالة (كذا) والبراعة والبطالة ، وخلّف ولدين بالإثبات ، وهما مصطفى لم يعقب وخمليش في الحياة.
واعمر ولد عدة بالبشير ، لم يتول الخدمة في غاية التشهير ، وكان شجاعا زدّاما ، هجّاما في المعارك عوّاما ، جوادا كريما ، أديبا فهيما ، وخلّف ثلاثة أولاد ، وهم بالمختار ومحمد المكنى بن إسماعيل وأبو مدين في صحيح الإسناد ، فبالمختار كان قائدا بالدولتين ثم آغة في الدولة موصوفا بالشجاعة والبسالة محمود السيرة مسموع الكلمة بغير المين ، ونال علامة الافتخار الفضية ، ولشجاعته كانت به جراحات (كذا) في القولة المحكية ، ومات مريضا وخلّف أربعة أولاد وهم محمد وغاب للآن ، وإسماعيل لم يعقّب وقد مات بواقعة تليلات في البيان ، وأحمد وخلّف ابنه إسماعيل في الحياة ، والحبيب وخلّف ابنه عبد القادر في الحياة ، ومحمد ولد اعمر المكنى بن إسماعيل ، لم يتول الخدمة ولم يعقب في التأويل ، وأبو مدين ولد اعمر لم يتول خدمة أيضا ، وخلّف ابنه محمدا محضا ، وهو خلّف المولود ، لا زال في الحيوة (كذا) والوجود.
والحاج محمد ولد عدة بالبشير ، فكان قايدا بالدواير مشهورا بالعز والتوقير ، شجاعا مقداما ، كريما فهاما ، زداما عواما ، بطلا هجاما ، وقد خلّف ولدين ، وهما السيد اعمر والبرادعي الصغير بغير مين ، فالسيد اعمر كان حاملا لكتاب الله العظيم ، حافظا له على ظهر قلب فاهما له بغاية التفهيم ، بحاثا في

العلوم غواصا ، محقّقا لدينه حرّاصا ، موصوفا بالشجاعة والرماية ، والكرم الذي لا يضاهيه فيه غيره والخماية ، ولشدة بأسه هجم على بني مطهر حال مقاتلتهم مع الدواير ، فدهمهم بالهجوم إلى أن فرّقهم يمينا وشمالا في القول الناير ، وصار يشتمهم شتما كثيرا ، ولم يرد قتلهم بل قصد بضربه خيلهم فقتل منهم كثيرا ، ولو رام قتل رجالهم لقتلهم عن آخرهم شهيرا ، وما ذلك إلا من شدة الرماية ، وقوّة الشجاعة والحماية ، وكان قايدا على الدواير ونال علامة الافتخار الفضية ، وله فهم دقيق في العلوم والأقوال المحكية ، فلقد حدّثني عنه شيخنا العلامة الصمداني ، الدراكة الرباني ، الحسني السيدي محمد بن يوسف الزياني ، أنّ هذا المرحوم سأل بمحضره العلامة الرباني الشيخ السيد الحاج بن عبد الرحمن البوشيخي الشقراني ، عن قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أكرموا عمّتكم النخلة هل هذا الحديث صحيح أو باطل ، وعلى صحته فما وجه تسميتها بالعمة في أكرم الأقاول ، فأجابه الشيخ بأنه لم يسمع بهذا الحديث إلّا منه في هذه الساعة / وأنه في فهم معناه لقليل البضاعة ، فسأل شيخنا من شيخه الإذن في الجواب ، فأذن له فقال له شيخنا إن الحديث صحيح مذكور في غير ما كتاب ، وقال صاحب المزيدة فيه النخل هو شجر البلح وهي أول شجرة استقرت على وجه الأرض ، وأنها شجرة مباركة توجد في كل مكان في النفل والفرض ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أكرموا عمّتكم النخلة ، وإنما سميت عمّتنا في واضح القولة ، لأنها خلقت من فضلة طينة آدم عليه‌السلام ولأنها تشبه الإنسان بالاحتكام ، من حيث استقام قدّها وطولها بالإثبات ، وامتياز ذكرها من بين النبات ، واختصاصها باللقاح ، ورائحة طلعها كرائحة المني بالإنشراح ، ولطلعها غلاف ، كالبشّمة (كذا) التي يكون فيها الولد للاغتلاف ، ولو قطع رأسها لماتت ، ولو أصاب جمارها أفاة (كذا) لهلكت وفاتت ، وأنّ الجمار من النخل كالمخ من الإنسان ، وعليها الليف كشعر الإنسان ، وإذا تقارنت ذكورها بين أناثها ألقحتها بالريح لاشتراقه ، وربما قطع آلفها من الذكور فلا تحمل بفراقه ، وإذا دام شربها للماء العذب تغيّرت وإذا سقيت المالح وطرح الملح في أصولها حسن ثمرها وتحررت ، ويعرض لها أمراض مثل الإنسان ، منها الغم والعشق ومنع الحمل وسقوط الثمر بعد الحمل كما ذلك في الإنسان ، فأخذ السائل يد شيخنا وقبّلها ، وشرّفها في التقبيل

وجبّلها ، وسأل منه صالح الدعاء المزيلة للكروب وفرح الشيخ البوشيخي بالجواب المحرر النقل المشفي للمطلوب ، وهذا دليل على غوص السائل في العلوم ، واطّلاعه على المنطوق والمفهوم ، وخلّف أربعة أولاد ذكور ، وهم : محمد ، وخلّف أربعة أولاد ذكور ، عبد القادر وبقدور والحبيب وبالمختار الصغير ، ثم بالحضري وخلّف ثلاثة أولاد اعمر وقدور وبغداد أحياء بالتحرير ، ثم الحبيب والبرادعي وهما في الحياة ، لم يتول واحد منهم الخدمة بالإثبات ، والبرادعي الصغير بن الحاج محمد كان قايدا في وقت الدولة ، موصوفا بالشجاعة والصولة ، مشهورا بالسخاء والجود ، مذكورا في المجالس بقصد الوفود ، وخلّف ولدين ذكرين ، وهما أحمد لم يعقب وعبد القادر حي بلا مين.
والبرادعي الكبير ولد عدة بالبشير ، كان خليفة على ابن عمّه قدور الكبير ، وكان موصوفا بالنجدة ، مقصودا للناس في الرخاء والشدة ، مشهورا بالشجاعة والبسالة ، مذكورا بالبراعة والكمالة ، ولم يعقب شيئا ، وهذه شجرتهم أصلا وفيئا.



 الطبقة الثالثة
الطبقة الثالثة أولاد يوسف بن البشير البحثاوي ، كان جدهم يوسف موصوفا بالبسالة والنجدة والتشمير ، تولى قيادة الدواير في دولة الأتراك ، وظهرت شجاعته وجوده بغاية الاشتراك ، وخلّف ولدين ذكرين وهما عدة ، وعلي ، بلا مين.
فعدة ولد يوسف كان موصوفا بالشجاعة والفطانة والبراعة وخلّف ولدين وهما الموفق ويوسف بالترتيب ، فالموفق لم يتول الخدمة وخلّف ولدين أحدهما المولود ، وكان قايدا بالدواير في الدولتين شجاعا ومات دون التعقيب ، وثانيهما العربي ولم يتول الخدمة وخلّف ابنه عدة ، وهو خلّف العربي في قيد الحيوة (كذا) موصوفا بالنجدة ، ويوسف ولد عدة كان قايد الدواير بغاية الخدمة ، وكان موصوفا بالشجاعة والزدمة ، وخلّف أربعة أولاد وهم عبد القادر وغاب للآن ، والحاج قدور وتولى قيادة أولاد سويد في وقت الدولة بالبيان ، وكان موصوفا بكثرة التّراث ، وحجّ بيت الله الحرام لنيل الاكتراث ، ولم يخلّف ذكرا ، وعبد الله / وخلّف ابنه بن عبد الله هو حي مشتهرا ، وبن عبد الله ولم يعقّب شيئا.
وعلي ولد يوسف لم يتول الخدمة شيئا ، وخلّف ولدين محمدا. وخلّف ابنه بالحضري ولم يعقّب ذكرا ، وعبد الرحمان وخلّف ابنه عبد القادر ولم يعقب مشتهرا ، وهذه صفة شجرتهم المحررة ، الموضحة المقرّرة.
الطبقة الرابعة
الطبقة الرابعة أولاد الموفق بالبشير البحثاوي ، كان جدهم الموفق قايدا على الدواير في وقت أخيه آغة الكبير إسماعيل بن البشير البحثاوي ، موصوفا بالأخلاق الجميلة ، والأقوال الصادقة والأفعال الكاملة الجليلة ، ولمّا مات خلّف ابنه قادي ، فلم يتول الخدمة وخلّف أربعة أولاد ذكور للتعدادي ، وهم محمد الكبير ويقال له المولود ، ومحمد الصغير ، وقدور ، وخمليش بالتحرير.
فمحمد الكبير لم يتول خدمة ، وخلّف ولدين : المولود ، وسي خمليش. وماتا بلا تعقيب صدمة ، وقد كان سي خمليش قايدا على الدواير وقت الدولة ، فنال غاية الاحترام والتوقير والصولة.
ومحمد الصغير كان قايدا على الدواير بدولة الأتراك والأمير ، وخلّف أربعة أولاد ذكور بالتشهير ، أوّلهم السيد أحمد تولى أوّلا قيادة الدواير ثم آغة الدواير ثم آغة فرندة ، ثم ارتقى باش آغة فرندة ولصفاء خدمته نال علامة الافتخار الفضية ، ثم الوردية ثم الطوقية ، ثم علامة الافتخار الكبيرة ، وله شيعة التوقير من جنس آخر كما روي في القولة الشهيرة / وكان حافظا للقرآن ، موصوفا بالفهم الثاقب ، ذا شجاعة ونجدة وبسالة ناصرا للمظلوم والمغلوب قاهرا للظالم والغالب ، وقد جلس كأعيان بني عمّه على موائد الملوك وأكابر الدولة ، وكان ذا مال جزيل قد أزال به همّه وغمّه وصار به في الصولة ، ولمّا مات سنة خمس وثمانين وثمانمائة وألف ، الموافقة لعام اثنين وثلاثمائة وألف ، بداره برأس العين بوهران ، وحمل لمقبرة أسلافه بالعامرية من جبال ملاتة البحرية بمقبرة سيدي علي البسيسي فدفن بها بغاية البيان ، بعد أن شيّع نعشه أمّة من المسلمين والنصارى واليهود ، وهم في الحزن الشديد لفراقه دون الجحود ، خلّف ثمانية أولاد ذكور هم : بالحضري وكان قايدا بصدامة والشلف وغيرهم من دايرة فرندة ، شجاعا جوادا في المذكور ، وله الشيعة الفضية في المشهور ، وقد خلّف ابنه عبد القادر هو من أعضاء مجلس العامرية من عرش الدواير ، وعلّي وهو قايد بعرض المحاميد من الحشم الشراقة بدون التخاير ، وله علامة الافتخار الفضية ، ومن جملة أعضاء مجلس المشورة الكبير بوهران في القولة المروية ، ومحمد وكان قايدا على فرقة من عرش الدواير ، ومحمد وهو قايد بعرش الأحرار بالتخاير ، والزبير ، وأبو مدين كلاهما قايدان بافرندة للأول منهما علامة الافتخار التونسية ، وعبد القادر ومحمد الصغير

التوأمان لم يتوليا شيئا من الخدمة الجونسية ، جميع الأولاد السبعة في الحيوة (كذا) بالانتخاب ، ثانيهم سي الحبيب وكان من حمالة (كذا) الكتاب ، فكان قايدا على أهل الوادي من تلمسان ثم انتقل بمثل وظيفه للمحاميد من عرش الحشم الشراقة بغاية الصواب ، ومات وخلّف ستة أولاد ذكور ، وهم عبد القادر ، وأحمد ، والمولود ، وأبو مدين ، والجيلاني ، وأبو عزة. كلهم أحياء ولم يتول واحد منهم الخدمة في المشهور ، ثالثهم أحمد الصغير لم يتول الخدمة ولم يعقب شيئا ، رابعهم قادي هو حي ولم يتول خدمة ولا نال فيئا.
وقدور لم يتول الخدمة وخلّف ابنه محمد المعروف بولد الخوات ، ويقال له محمد بالبشير ، فكان موصوفا بالفروسية والشجاعة وتدريب الخيل بالتحرير ، وتولى أوّلا قايدا على عرش الدواير ، ثم ارتقى آغة بالدواير ثم بعين تموشنت ، في القول الناير ، ونال علامة الافتخار الفضية من الدولة ، فصال بها على غيره بغاية الصولة ، ولمّا اعتراه المرض ترك الوظيف وجلس ببيته لمعالجة دائه إلى أن مات ، وخلّف أربعة أولاد ذكور وهم محمد التلمساني وكان قايدا بأولاد خالفة ، وأبو مدين وعبد القادر الكفيف لم يتول واحد منهما الخدمة وكلاهما في الحياة ، والموفق وكان قايدا على الدواير المرة بعد المرة ، ونال علامة الافتخار الفضية المزيلة للمعرّة ، وخلّف أربعة أولاد ، وهم محمد وبن عودة وأحمد كلهم أحياء ، وعبد القادر / ومات بلا عقب بغير انتقاد.
وخمليش لم يتول شيئا من الخدمة ، ولا نال شيئا من التوقير والحرمة ، ولمّا مات خلّف ابنه إسماعيل ، فكان أولا ليتنان (10) بالمجاميل والتفاصيل ، ثم صار قايدا مع وظيفه بالمدينة الجديدة بوهران ، ثم قايدا بأولاد خالفة بالبيان ، ونال علامة الافتخار الوردية فكان موصوفا بالسخاء ، والشجاعة المرضية ، هو الذي اشتد الأمير في قبضه على يد وزيره الأعظم الحاج محمد المزاري ، فأتاه وقبضه وأوثقه كتابا كرفيقه محمد بالحمام إلى أن خلصوهما من يده الدواير في القول الحاري ، ولمّا مات سنة أربع وستين وثمانمائة وألف الموافقة لعام ثمانين ومائتين وألف ، ودفن بمقبرة سيدي البشير من وهران خلّف ابنه محمدا أبا الانفاض ، فكان في غاية الرياسة بالأصول والأنقاض ، فتولى أوّلا قايدا على الأغواط بالدواير ، ثم انتقل بمثل وظيفه لأهل الوادي من تلمسان بالتخاير ، ثم ارتقى قايد
__________________
(10) يقصد ضابط من الكلمة الفرنسية : Lieutenant.

القياد بولهاصة ، ثم ارتقى آغة الحشم الشراقة بالمعسكر فنال لهاصة ، ثم انتقل آغة الخشنة ، ثم صار آغة بتنقرت (11) ووادي ريغ بدلا من الخشنة ، وكان ليتنان ، وله علامة الافتخار الفضية بالبيان ، ولمّا مات خلّف ابنه إسماعيل ، فهو بقيد الحيوة (كذا) قد تمهّر في اللغة الفرانسوية قراءة وكتابة وتكلّما بها بغاية التأويل.
وهذه صفة شجرتهم ، بحسب شهرتهم :
_________________
(11) يقصد تقرت في وادريغ بالجنوب الشرقي للبلاد.


/ وهذا آخر الكلام على البحايثية ، مبيّنا في القولة الحايثية ، بحسب طبقاتهم الأربع وأصولهم وفروعهم ، وحسبهم ونسبهم وشجراتهم وسيرتهم وخدمتهم التامة وحرمتهم وتوقيرهم في نهايتهم وشروعهم.
الكراطة أو الكرطية
وأمّا الكراطة فهم أولاد الشريف الكرطي ، واسمه عبد الله بن عبد الرزاق التلاوي الفرطي ، من شرفاء الراشدية الأعيان ، الثابتين الشرف بغاية البيان ، نسبة لمدينة الكرط ، ومن نسبهم لأولاد الأكرد فقد غلط بالفرط ، وأصلهم من مدينة الكرط أحد مدن غريس الغربي ، فهم بطن من بني تالة أحد شرفاء بني راشد بغاية النجبى ، وسبب توليتهم رئاسة المخزن أن جدهم الشريف الكرطي لما مات أبوه ذهبت به أمّه إلى عرش أولاد الأكرد ، فتزوجت هناك بأحد الأندال وبقي معها ولدها إلى أن كبر فجاء إلى محل أسلافه الأفرد وسكن بحومة بابا علي من مدينة المعسكر ، واشترى فرسا ذكرا من عتاق الخيل أشهب اللون قد لحقه الضعف واندبر ظهره وحلّ في المكر ، فعالجه بالدواء وجعل لظهره الحناء إلى أن صار في غاية الجودة ، فصار يركبه ويذهب عليه للدواوير بالبادية لبيع العطرية ويدوس عليه بالجودة ، ولمّا يرجع لمحله يربطه بالفندق المقابل لمحكمة الباي ، وهو على تلك الحالة في الجولان وتدبير الرأي ، إلى أن رأى فرسه باي المعسكر فأعجبه وقال لمن هذا الفرس الذي على هذه الصفة ، فقيل له أنه للحضري الشريف الكرطي وهو الذي صيّره على هذه الصفة ، فأمر بإحضاره لديه ، ولما مثّل بين يديه ، قال له نحبك تذهب ببطاقتي لمستغانيم وترجع فورا ، وكان الخبر قد انقطع على الباي لخوف الطريق وكثرة اللصوص والسباع فذهب وأوصلها وجاء بالجواب فورا ، فجعله الباي من جملة الاصبايحية (كذا) ثم صيّره خليفة البحثاوي آغة بن عودة بن البشير في القولة الموافية ، ثم صيّره آغة المخزن وغيره ، لمّا مات بن عودة وصار الغير في ضيره.


يحكى أنه وقعت بحضرة الباي عصمان بالمعسكر المفاخرة بين إسماعيل بن البشير البحثاوي ، لما كان خليفة على الشريف الكرطي ، وبين الكرطي كما قال الراوي ، فقال الشريف الكرطي لخليفته إسماعيل يا إسماعيل قد طال أمرك ، وازداد علينا فخرك ، فقال له إسماعيل أيها الشريف إنما ذلك بحسب ما نشأت أنا وأنت عليه ، فأنت تزوجت أمك بأحد أندال أولاد الأكرد فكبرت عنده وتعلّمت الحيلة عليه ، ثم صرت حضريا تجول في الدواوير وتقول أيّاو الحضري يا بناتي ، أبوكم بن هطّال قد جاء لبيع ما يواتي ، إلى أن صرت إلى هذا المقام العظيم ، ولا أصل لك في الرئاسة في المخزنية وإنما لك الأصل في الشرف الجسيم ، فدرّبك أخي بن عودة لما كنت خليفة عليه إلى أن علت لك الكلمة ، فاحمد الله على ما أولاك لما جاءتك الحرمة ، وأنا خالطت أوّلا الماجد الفاضل الشيخ أبا علام بن الحبوشي ، صاحب الأقوال المسموعة والأفعال المحمودة والأموال المبذولة والآراء السديدة النافعة والشجاعة الكاملة المهزمة للجيوشي ، ثم خالطت ثانيا الفاضل الماجد / الشجاع الواكد ، الشيخ دموش ولد الشحط رئيس أولاد علي وأحد أجوادهم وأعلاهم كلمة ورتبة بأزواجهم وأفرادهم ، صاحب الأموال المنقودة ، والأحوال المحمودة ، والأقوال الكاملة والأفعال الجليلة ، والرماية والشجاعة والفضل العميم والأخلاق الجميلة ، فتزوّج بأمّي وكبرت عنده بكبر أولاد البيوت الكبار ، وسرت بسيرته الحميدة إلى أن بلغت الخلافة عليك على يد سيدنا ومولانا عصمان باي الإيالة الغربية بأجمعها المجاهد في سبيل الغفار ، كما بلغت أنت الخلافة على أخي بن عودة بعد أن كنت دواسا ، وجائلا في الدواوير والقرى جواسا ، فانظر أينا أحق بالمفاخرة أنت أم أنا وسيدنا مع أهله مجلسه لهم معرفة كاملة بالمسامرة ، فضحك الباي وأهل مجلسه وقال للشريف إنك لمغلوب ، وإن إسماعيل لغالب بغاية المطلوب ، ولما مات خلّف ثلاثة أولاد بغير اعتساف ، وهم : علي اليسير ، وبن سالم ، ومحمد الزحاف.
فعليّ اليسير لقب بذلك لكونه أسّره الاسبانيون بوهران من الكرط لوهران ، ثم فدى وتولى قيادة المعسكر في صحيح البيان ، وخلّف ابنه الحاج محمد فتولى قيادة المعسكر ، وخلّف ابنه الحاج أحمد فتولى قيادة المسعكر ، وخلّف ولدين


أحدهما السيد الطاهر ابن أمة وهو المؤذن بجامع سعيدة ، والآخر السيد محمد وخلّف ابنه بالمختار وهو خلّف أحمد لم يعقب في القولة المفيدة ، وبن سالم لم يتول على ما قيل الخدمة ولم يعقب.

ومحمد الزحاف تولى آغة المخزن في الأصوب ، وخلّف ثلاثة أولاد قولا فيئا ، أحدهم المعزوز وكان قايدا على الدواير ولم يعقّب شيئا وثانيهم الحاج قدور الأطرش قولة موجودة كان آغة المخزن وكانت سيرته محمودة ، وخلّف ابنه الحاج الحبيب كان آغة المخزن بوقت الدولة ، ثم صار آغة فليتة ونال للصولة ، ثم سافر للحج وبه مات بالبيان ، وخلّف ابنا زمينا اسمه أبو زيان ، وثالثهم الحاج عبد الله وكان أوّلا قايد الدواير ثم ارتقى آغة المخزن محمود الأقوال والأفعال ، وله سيرة محمودة وموصوف بالمال ، ولمّا حجّ بنا (كذا) سقاية ماء بالحرم الشريف ، للشرب لوجه الله تقبّل الله منه وجعل عمله مقبولا من العمل الظريف ، وخلّف ولدين أحدهما الحاج محمد الذي قتل الفرس بالأمير حال مقاتلته مع المخزن بواقعة الحناية بالبيان ، ثم سافر للمشرق ولم يرجع منه للآن ، وثانيهما الحاج قدور الصغير صاحب الأقوال المرضية ، كان قايدا ببني مديان بناحية تاقدمت في وقت الدولة وله علامة الافتخار الفضية ، وخلّف ستة أولاد بغير لفظي ، وهم أحمد والزبير والنعيمي ومحمد وعبد الله. والسادس ابن أمة غاب اسمه عن حفظي ، وهذه صفة شجرتهم المقررة المبينة المحرّرة / :
البناعدية
وأمّا البناعدية فجدّهم يقال له بن عودة بن خدّة ، النافع لهم في الرخاء والشدة ، وهو من ذرية الشيخ الممدود ، وهو من ذرية الشيخ السنوسي الموصوف بالشجاعة والجود ، وأصلهم من أجواد واد الحمام ، من أجواد الحشم بغاية الانتظام ، وكانت لهم الرئاسة على الحشم بالتحقيق ، فتولى الرياسة جدهم الشيخ السنوسي في القول الحقيق ، ثم تولى الرئاسة حفيده الممدود ، فطالت صولته وفاز بالكرم والجود ، وكان جدهم بن عودة بخدة شاوشا على آغة قدور الكبير بن إسماعيل البحثاوي ، فتزوّج آغة ابنته وصيّره خليفة عليه فيما للراوي ، ثم صار خليفة على البحثاوي آغة عثمان بغير انتقاد ، ثم ارتقى آغة المخزن إلى أن مات بواقعة انقاد ، وخلّف ابنه بن عودة وهو خلّف ابنه عبد القادر ولم يعقب / في القول الظاهر ، وهذا وصف شجرتهم ، بحسب شهرتهم :
الدوايدية أو الدواودية
وأمّا الدوايدية فأصلهم من هبرة ، وكان أبوهم بن داوود ابن الحاج المختار بن محمد بن يحيى بن العربي بن تجين بن قدور بن جعفر بن محمد بن أحمد بن الحسين بن مالك بن أحمد بن محمد بن داوود بن هبرة ، وكيلا على آغة عثمان بن إسماعيل البحثاوي بهبرة ، فأنقله (كذا) إلى ملاتة بعرش الدواير ، واستقر به إلى أن مات آغة عثمان وتولى آغة قدور الصغير بن إسماعيل البحثاوي في القول الظاهر ، فصار عنده شاوشا ، ولأموره ذابّا وحائشا ، فلا زال على تلك الحالة إلى أن أرسل جيشه آغة وهذا الشاوش مع الجيش لواقعة الحشم ، في وقت الباي أبي كابوس فمات بوادي الحمّام قتله به الحشم ، وخلّف ولدين ، وهما عبد القادر ، والسيد محمد بغير مين.
فعبد القادر كان سفيرا بين آغة عدة ولد عثمان البحثاوي ، وابن السلطان افرانسا لمّا كان مقيما بالجزائر كما للراوي ، ثم صار آغة بسعيدة وغيرها بالتحقيق ، وله علامة الافتخار الوردية في القول الحقيق ، وكان موصوفا بالرأي والتدبير ، والكياسة الدالة على الغوص للخبير ، ولمّا مات خلّف ابنه بن عبد الله فكان قائدا على أهل الوادي بنواحي تلمسان ، وله علامة الافتخار الفضية بغاية البيان.
والسيد محمد كان أوّلا كاتبا عند آغة السيد الحاج محمد المزاري ، ثم صار كاتبا عند عمّه رايس (كذا) الأغاوات السيد مصطفى بن إسماعيل البحثاوي في القول الحاري ، ثم ارتقى كاتبا بمحكمة الدولة لدى حاكم البير (كذا) بوهران ، ثم صار آغة الدواير بغاية البيان ، وهو موصوف بالمعرفة والتحديس ، حامل للكتاب العزيز بغاية التدريس ، ونال علامة الافتخار / التطويقية والحمالة الكروشية ، من الدولة القولية والتونسية ، وله ولدان أحدهما الحبيب ، كان قايدا على الدواير وله علامة الافتخار المسمة (كذا) بالمداي (12) في القول المثيب ، والآخر محمد قد قرأ بالمدرسة الكبرى بافرانسا إلى أن تعلم بها اللغة الفرانسوية قراءة وكتابة وتكلما بها بغاية التعليم ، ومنها خرج للخدمة الخصوصية كبيرا
__________________
(12) يقصد : وسام من الكلمة الفرنسية : Me ? daille.

فحضر لوقائع لطونكة (13) والطليان وغيرهما وفاز بالتعليم ، ثم حضر لوقائع عمالة وهران كلها من سنة تسعة وخمسين وثمانمائة وألف ، الموافقة لعام ست وسبعين ومائتين وألف ، إلى عام التاريخ بالبيان ، وصار في الارتقاء إلى أن نال منصب كلونيل (14) كبير على الاصبايحية ونال علامة الافتخار التطويقية بغاية البيان ثم سأل التقاعد فأجيب للمراد ، وهو في غاية التوقير المتم للمراد.
وهذه صفة شجرتهم المقررة المحققة المحرّرة :
__________________
(13) يقصد : الطونكان ، بالهند الصينية.
(14) يقصد : عقيد من الكلمة الفرنسية : Colonel.

تنبيه وجيه : ومن جملة الدواير مخزن وهران أولاد محمد بالضيف وهما مصطفى والحاج ولم يتوليا الخدمة والرياسة بوهران وإنما تولياها بمستغانيم ، فمصطفى كان قايدا على / الوكلة ثم صار خليفة على حاكم الدايرة بمستغانيم ، ثم صار آغة على فليتة ونال علامة الافتخار الفضية ، وخلّف ابنه عبد القادر ليس من أهل الأفعال المرضية ، والحاج تولى أوّلا خليفة على حاكم دايرة مستغانيم ، ثم صار آغة على عرش مجاهر فنال غاية التغانيم ، ونال علامة الافتخار الفضية ، وصار من جملة أعضاء مجلس وهران الكبير الذي لا يسمّى فيه إلا أهل الأفعال المرضية ، وهذه صفة شجرتهم ، بحسب الظاهر من أهل شهرتهم :
البرجية
وأمّا البرجية ، فإنهم ليسوا بملتقطين وإنما هم عمومية في القولة المرجية ، ومنهم قايد العرش بالتحقيق ، ويندرج تحت رئاستهم في دولة الأتراك سجرارة وخلافة والحوارث وجلّ صدامة في القول الحقيق ، وكانت الرئاسة مأصّلة (كذا) فيهم في النقايبية والبلاغة ، وأكثرها في النقايبية في الرواية البلاغة.
النقايبية
فأمّا النقايبية فجاء جدهم من خلافة وهم أبناء عم الأمير ، يجتمعون معه في شجرة النسب في أحمد بن عبد القادر الشهير بابن خدة بن أحمد بن محمد بن عبد القوي الثالث بن علي بن أحمد بن عبد القوي الثاني بن خالد بن يوسف بن أحمد بن بشار بن محمد بن مسعود بن طاوس بن يعقوب بن عبد القوي الأول بن أحمد بن محمد بن إدريس بن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله (عنه) وابن فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بغاية التحرير ، لكون أحمد بن عبد القادر بن خدة المذكور ، خلّف ولدين في المسطور ، وهما عبد القادر ومحمد ، فعبد القادر خلّف ابنه المختار في القول المفرد ، والمختار خلّف عدة أولاد ، منهم محمد خلّف المصطفى وهو خلّف ولدين عليا أبا طالب ومحي الدين وهذا الثاني خلّف عدة أولاد منهم الحاج عبد القادر الأمير بغير انتقاد ، ومحمد خلّف / ابنه الأصفر وهو خلّف ولدين أحدهما بغداد ، وهو جد ستّار والحاج المخفي الذين (كذا) كانت لهما القيادة على الحيطية في دولة الأمير والدولة ، ونالا غاية الاحترام وأدركا معا للصولة ، وكان ستار أيضا خليفة على آغة الشاذلي في وقت الدولة ، وانقطعت ذريتهما بالكلية بغاية الحولة والآخر محمدا أبا نقاب ، ومنه تفرّع النقايبية بغاية انتخاب ، قال وجدهم الأصلي وهو عبد القوي الثالث المعروف بالنصبى ، وهو مدفون بمدشر تفرسيت من بلاد الريف في القول المجتبي ، ولما مات خلف عدة أولاد منهم عيسى ومحمد بغاية المراد ، فانتقلا من المغرب الأقصا (كذا) إلى المغرب الأوسط ونزلا منه في المسطور ، بقبة سيدي أبي زيد بجبل العمور ، إلى أن ماتا ودفنا هناك ، وقبراهما مشهوران للاستبراك.

فعيسى بن عبد القوي خلّف ابنه المهدي فانتقل لتيارت وسكن بها في القول المفيد ، وكانت له الرئاسة على سائر سويد ، وخلّف ابنه اعمر فحاز رئاسة قومه بعد موت أخيه يوسف الذي اقطعه يغمراسن الزياني البطحاء وسيرات ، واستخلفه في سفره على تلمسان وما والاها من المشرق بالإثبات ، وهو خلّف ابنه عثمان ، وتولى أمر الطاعنين من سويد بعد أبيه في البيان ، وهو خلّف ابنه يحيى وهو خلّف ابنه سعيدا وهو خلّف ابنه المسعود ، ويقال لذريته أولاد المسعود وهم بفم العقبة في الموجود ، وهو الذي فرّ من أبي الحسن المريني لما نزل بتاسالة وعقد للشيخ يعقوب بن وزمار بن عريف دونه على سويد ، فاجتمع ببني عامر بالقفر وجنحوا للزياني وصاروا شيعة له بالتسديد ، وأجلبوا الغارة على وزمار بإغراء ابنه صراشة وهو عبد الرحمان بإجهار ، وكانت بينهم وبينه المعركة الكبيرة التي مات فيها المسعود ، وخلّف عدة أولاد منهم عطية صاحب الكرم والجود ، وهو خلّف ابنه عبد الله وهو خلّف ابنه محمدا وهو خلّف ابنه بن عودة ، صاحب الخصال الكثيرة المحمودة ، وهو خلّف ابنه أحمد بحث ، الذي لا يعد المال في العطاء وإنما فيه يحث ، لقّب بذلك لشدة بحثه على أمر دينه ودنياه ، وبحثه على قاتل أخيه لأمه سعيد بن محرز وهو المهدي بن يعقوب من بني عامر إلى أن ألفاه بهيدور بغمرة كما مرّ الكلام على ذلك في الأمر الظاهر ، فهو جد البحايثية في المشهور ، وهو خلّف ابنه أحمد وهو خلّف ابنه البشير جد البحايثية المذكور.
ومحمد بن عبد القوي خلّف ابنه أحمد وهو خلفه ابنه عبد القادر ، فانتقل لخلافة وسكن بهم وهو في الحال المتظاهر وتزوج منهم بامرأة يقال لها الياقوت ، وخلّف معها ولدا يقال له أحمد وصار في الظهور بغاية النعوت ، وتزوج من أخواله بامرأة يقال لها النفيسة ، وكانت من الصالحات ذات الأحوال النفيسة وخلّف معها ولدين وهما / محمد وعبد القادر ، ولما كبرا انتقلا من خلافة للراشدية في القول الظاهر ، فسكن محمد بجبل المناور ، وسكن بوادي العبد أخوه عبد القادر ، وتزوج كل منهما بمحل سكناه ، وبلغ بذلك مراده وما يتمنّاه ، فخلّف محمد ابنه الأصفر جد النقايبية ، وخلّف عبد القادر ابنه المختار جد المخاترية ، ثم انتقل المختار للمعسكر فشنّعوا عليه ، وانتقل بعدها لكاشرو إلى

أن قضى الله عليه ، وانتقل الأصفر إلى بلاد أولاد رياح ، وسكن إلى ولد (كذا) له ابنه محمد أبو نقاب جد النقايبية وصار في السرور والافتراح ، وكان الأصفر في غاية الشجاعة والفروسية وحوز الرئاسة ، وكان المختار في غاية التعبّد والمعرفة بالله كثير الكياسة.
قال وكان للأصفر مخالطة ومصاحبة مع أبي بكر الملّي رايس (كذا) سويد ، ثم انتقل لمدينة البرج وسكنها وعلت كلمته في القول السديد ، وسبب تكنية جدهم بأبي نقاب ، أنه كان متطبعا بجعل اللثام وهو النقاب ، فجاء ولي من الراشدية الواصلين يقال له سيدي أبو جناح لسوق البرج لبيع جلبه فنهب له وصار في غير انشراح ، فقيل له إذا أردت أن لا يضع لك شيء من جلبك فعليك بالرجل الجالس في الكدية الواضع النقاب على أنفه فإنه لا يعصى في القول ، وله على أهل البلد من محبتهم إياه شدة الصول ، فقصده وحكى له القضية بالالتزام فأمر فورا برد الجلب أو ثمنه فأخذ الوليّ الثمن من حينه بالتمام ، فدعا له بالخير بأن قال يا أبا نقاب ، جعل الله أنفك في النّقاب ، ورجلك في الرّكاب ، وخضّع لك الرّقاب ، وهوّن عليك الأمور الصّعاب ، إلى يوم البعث للحساب ، فقال له قبلت منك بغير ارتياب ، ثم قال له الوليّ : البرجية بك وبذريتك يعمرون ، وبغيركم يغمرون ، والرئاسة فيكم مؤبّدة ، والتولية باقية مسرمدة ، ما لم تظهر منكم مفسدة ، وتحصل منكم الإهانة للأولياء والأشراف والعلماء بنين وحفدة ، فإن ظهر ذلك منكم فإنه يحل بكم الانتقام ، ويبتليكم الله بدعاء الخاص والعام ، فاقبل وصيتي ، واحفظ دعوتي فإنها بنيّتي ، ومن ذلك الوقت سمّي بأبي نقاب تغليبا للكنية على الاسم ، ويقال لذريته النقايبية لمّا غلبت الكنية على الاسم.
قال ، ثم اصطحب أبو نقاب مع دموش جد العربي أبي معزة السويدي وكان مسكن دموش بوطا (كذا) سوق الحدّ من نواحي البرج الحميدي ، واشتغل هذان الرجلان بالقنص والصيد ، ولا لهما التفات لما بيد عمر ولا زيد ، وكانت لأبي نقاب طيور وسلاق في غاية الجودة والتعليم ، فطلب دموش أبا نقاب بعضها لنيل التعليم ، فشاور والده على ذلك فقال له اعطه ما أحب وسئله (كذا) يطلب من أبيه يعطيك بلاد سيرات الشرقية ، فشاور دموش أباه على طلب أبي نقاب

فوافقه / على ذلك وأعطاه جهة الحسيان في القولة المروية ، كما أعطاه من خدامه رجلا بأهله يقال له يحيى (كذا) ، لخدمته وذريته يقال له بنوا يحيى ، فانتقل الأصفر لسيرات البرجية ومعه خديمه يحيي (كذا) ثم مات الأصفر وبقي ابناه أبو نقاب جد النقايبية وبغداد جد البغاديد ، فبقي النقايبية بالوطاء وبقي بالجبل البغاديد.
تنبيه : أصل البرجية من مدينة برجة أحد (كذا) مدن الأندلس في صحيح الأقوال ، وجاء أسلافهم منها في وقت السلطان الزياني أبو يحيى يغمراسن بن زيان أول ملوك بني زيان بالاستقلال ، وذلك في القرن السابع من الهجرة النبوية ، الموافق للقرن الثالث عشر من السنين المسيحية ، فسكنوا بمدينة السمّار من نواحي يلّل ثم انتقلوا لمدينة تافسرة من نواحي القلعة ، ثم انتقلوا لمدينة البرج فسكنوها وشيّدوا بها برجا ، فسميت المدينة به خرجا ، وكان الذي أتى من برجة وبنى البرج بقال له عياش ، وأولاده يقال له (كذا) العيايشة و
أولاد عياش ، واستخرج به عينا لشرب المدينة في غاية الحلاوة تسمى بعين عياش ، ويقال لها بالرطانة زنادي ومعناها عذبة الماء المهضمة للمعاش ، ومدينة البرج هي سدس هوّارة كما في الصبّاغ والحاوي ، وأرضها رملة توافق الغراسة لبرودتها فيما للراوي ، ولمّا جاء الأصفر واستقر بها ثم ذهب لسيرات ، ذهب معه بعضهم وبقي البعض بالبرج فيما للروات ، فصار نصفهم بالجبل ونصفهم بالوطاء للآن ، والبرجية مهمى قيل بهم فهم أهل سيرات والحيطية وأولاد رياح والتمازنية وجبوشة وأولاد سيدي أعمر وأولاد سيدي عبد الرحيم وحلوية والكرارمة والكرابشية بغاية البيان ، ونسبهم الآن للبرج لا لبرجة ، ومنهم القاضي بالمغرب بقوت (كذا) الدولة المرينية كثيرة الخرجة ، وهو العلامة أبو القاسم البرجي الذي جاء رسولا من عند المريني لأبي حمّو موسى الأوسط الزياني ، على شان الصلح بين الدولتين فأبّر ووافقه على ذلك السلطان الزياني ، قاله السيد محمد الصغير في كتابه : ظهور سعود الدراري ، في أخبار المرحومين قدور بالمخفي والحاج محمد المزاري. ولمّا مات أبو نقاب خلّف أربعة أولاد وهم دنون والغرمول والمختار والصحراوي بتحقيق المراد.
فدنّون تولّى من (كذا) ذرية مصطفى ولد سعيد ويعرف بولد حمروش في

القول المفيد ، كبير الشواش عند الأمير ومات بواقعة زبوج مولاي إسماعيل ، وتولى بمنصبه أخوه قدور المعروف بأبي علام إلى أن مات في صحيح الأقاويل ، فتولى بمنصبه أخوه عبد الله إلى انقطاع دولة الأمير ، وتولى ابن أخيهم بن فريحة وهو مصطفى ، القيادة بالدولة بالفوز الكبير.
والغرمول تولى من ذريته محمد القيادة بدولة الأمير ، وتولى بمنصبه ابنه محمد في وقت الدولة بالتحرير ، كما تولى أخوه / مصطفى في محلّه منصبه بالدولة ، وأدرك للتوقير والصولة ، وتولى الحبيب ولد محمد بالغرمول القيادة بالدولة ، وافتخر بها على غيره بغاية الصولة.
والمختار كان قايدا بدولة الأتراك مشهورا بالشجاعة والنجدة ، والرأي السديد المزيل للإدراك ، وتولى بعده ابنه مصطفى القيادة بالدولة المذكورة ، وكان موصوفا بالكمال والكرم والشجاعة والنجدة والرماية والأخلاق الجميلة المشهورة ، ومن ذريته المتوليين الرئاسة ، أهل الكمال والعناية والسياسة ، قدور بالمخفي الشجاع ، الشهم الكبير المطاع ، تولّى أوّلا شاوش بني عرب بدولة الأتراك ، ثم ارتقى قايدا على البرجية بدولة الأمير فأزال للاشتراك ، ثم ارتقى آغة فليتة بوقت الدولة ، ثم آغة البرج ، برعيثة (كذا) الكثيرة وبلغ نهاية الصولة ، ونال علامة الافتخار التطويقية ، واتصف بالبسالة والكرم ودحض مسائل التوبيقية ، وجلس على موائد أعيان الدولة بهذه العدوة والعدوة الأخرى ، وأكل مع سلطان افرانسا على موائده وجلس معه الجلوس الذي نال به كأعيان المخزن المدركين لذلك الفوز والدّخر ، وتولى من بنيه الرئاسة الحاج محمد فكان أوّلا خليفة على أبيه ثم ارتقى قايدا على التمازنية وأولاد رياح ، ونال علامة الافتخار الفضية الدالة على الفوز والأرباح ، وتولى المخفي قيادة الحيطية إلى أن مات ، ونال الاحترام الجزيل فقطع به التبات ، وتولى محمد قيادة الحيطية فاتصف بالعقل إلى أن أحيا (كذا) به ما مات ، فلا زال للرئاسة كاسبا ، ولخيول الحكم راكبا ، ونال علامة الافتخار الفضية ، واتصف بالأحوال المرضية ، وتولى المجاهد الصغير قيادة أولاد عوف إلى أن سلم فيها رائما السلامة من كل خوف ، وكان المجاهد الأوسط صنو (كذا) آغة قدور بالمخفي خليفة على أخيه المذكور ، إلى أن مات ونال للسرور ، وكان آغة قدور له مصاحبة بالغة المودة خالية من المساوي ، مع رفيقه الشجاع

المدبر آغة الأكبر الحاج محمد المزاري البحثاوي ، ولما مات هذا الشهم في يوم الأربعاء سابع عشرين رجب عام ثلاثة وثلاثمائة وألف ، الموافق لسابع إبريل سنة ست وثمانين وثمانمائة وألف ، بداره بالبرج ، شيّع نعشه خلق كثير ، وحضر لجنازته جمع غفير ، ما بين المسلمين والنصارى واليهود ، والنساء والصبيان والعبيد في المشهور ، فكان الثناء عليه جميلا ، والتفجع عليه جليلا ، وعمره تناهز التسعين سنة بالتحقيق ولمّا بلغ خبر موته الولي (كذا) العام بالجزائر عزّا (كذا) أولاده برسالة جليلة تدل على أنه عند الدولة في سواد العين بالتوفيق ، وأعلن بموته مع ذكر سيرته الجميلة في الورقة الخبرية التي تسمّى بالمبشر ، المستعملة على يد الدولة بالجزائر في صحيح الخبر ، ومن أراد استيفاء سيرته وسيرة رفيقه الحاج محمد المزاري فليطالع كتاب ظهور سعود الدراري في أخبار المرحومين قدور بالمخفي والحاج محمد المزاري ، للفقيه الشريف الأمجد الفاخر ، السيد محمد الصغير بن السيد محمد بن الجيلاني بن مصطفى بن عامر ، وممّن تولّى الرئاسة من ذرية المختار بن أبي نقاب المجاهد الكبير فإنه تولى قيادة البرجية ومن في سلكهم في دولة الأتراك ، وكان موصوفا بغاية الأخلاق المرضية الداعضة لجميع الأحراك ، وتولى بعده بمنصبه ابنه قدور زرواط ، فنال العزّ / والاحترام بدولة الأتراك وبلغ منصّة الامتياط ، فكان موصوفا بالشجاعة والرياسة والبسالة والفطانة والكرم والكياسة ، ثم تولّى ابنه الكعبري الصغير قيادة البرجية بوقت الدولة ، ونال علامة الافتخار الفضية وبلغ لغاية الصولة ، موصوفا بالعطاء والكرم ، والأدب والبسالة والشهم وتولّى بموضعه بعد موته ابنه أحمد قيادة البرجية ، واتّصف بالأحوال المرضية ، ومن أولاده محمد بن الكعبري كان في الاصبايحية وأدرك وظيف ليتنان (كذا) ، ثم سلّم فيه وجلس للأمن والأمان ، وكان محمد الأكحل خليفة على أخيه الكعبري المذكور ، واتصف بالبسالة في سائر الأمور ، ومن أولاد المجاهد الكبير الذين تولّوا الرئاسة ، الكعبري الكبير الذي كان من أهل الشجاعة والسياسة ، فإنه كان قايدا بدولة الأتراك على البرجية ومن في سلكهم ، إلى أن مات بواقعة عين السدرة ، رابع أبناء عمّه منهم مصطفى والد قدور بن المخفي في حال دور فلكهم ، ومن حفدة المختار الذين تولوا قيادة البرجية ، مصطفى ولد أحمد الذي هو قايد الآن بالقولة المرجية.

والصحراوي كان قايدا بدولة الأتراك ، وأدرك معالي المعاني والرئاسة وأزال للاستدراك ، وكان موصوفا بالرئاسة وغامض الفهوم ، مشهور بالكرم والشجاعة ومجالسا لأهل الأدب والعلوم ، وتولّى من ذريته عدّة ، فبلغ النهاية وأزال كل شدة ، وتولّى منهم محمد بتّيخ ، فكان موصوفا بالمعارف لاكنه (كذا) شديد الإنافة كثير التوبيخ ، وتولّى منهم قدور بالصحراوي المعروف ببالسنينات ، فكان رايسا (كذا) مطاعا بدولة الأتراك شاعرا في الملحون مشهورا بالكرم والأدب وإزالة النائبات ، وتولّى منهم بن عامر قيادة البرجية فكان من أهل الكمال ، والأخلاق الجميلة في الأقوال والأفعال ، وتولّى القيادة منهم بدولة الأتراك والأمير والدولة الأديب الجليل قدور ولد محمد بتيخ فنال كل عز وأدرك كل صولة.
البلاغة أو البلغية
وأمّا البلاغة فنسبة لجدهم سيدي أعمر البلغي الزياني بن الناصر بن سعيد بن محمد بن أحمد بن أعمر البلغي بن جبارة بن أبي حمّو موسى بن يوسف الزياني بن عبد الرحمن بن يحيى بن يغمراسن بن زيان بن ثابت بن محمد بن يندوكس بن طاع الله بن علي بن يمل بن يزوجر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس بن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فهم من بني زيان ، من الأدارسة في الصحيح وقيل من بني سليمان ، وعلى كل فهم من ذرية عبد الله الكامل ، وإنما الخلاف في كونهم أدارسة أو سليمانيون للتواصل ، والذي تولى الرئاسة منهم في دولة الأتراك محمد حتّور ، كان خليفة على المسارتية واحدا بعد واحد إلى أن قتله عصمان مع جملة المسارتية في القول المشهور ، وتولّى منهم البشير ولد أعمر بن تجلف جد الحاج قدور ولد الحاج سليمان لأمّه قيادة البرجية بدولة الأتراك والأمير ، وتولّى منهم أعمر ولد خليل قيادة البرجية بوقت الدولة إلى أن مات في القول الشهير ، وصار ولده محمد خليفة على المخالفة قياد الحيطية للآن ، وفوّضوا له الأمر في السر وغاية الإعلان.

الزمالة والغرابة
ومنها الزمالة والغرابة : فإنهم فريق صغير ، وهم أخوة لما بينهم من التناصر والقرابة وأمرهم ظاهر شهير.
فأمّا الزمالة فمنهم آغة القسمة وقايد العرش / ورئاستهم منحصرة في ثمانية بغاية القرش ، وهم المخاليف والقدادرة والقرايدية ويقال لهم المعايزية ، والورادردية والمخاترية والونازرة واليساسفة والشوايلية.
المخاليف
فأمّا المخاليف فنسبة لجدهم مخلوف وأصلهم من بني زروال ، وجاء جدهم للمخزن فنال العزّ وغاية الكمال ، وأوّل من تولّى منهم قدور بن مخلوف ، فكانت له رئاسة الزمالة في القول المعروف ، وقتله باي المعسكر بدولة الأتراك ، لمّا أكل الربطة المخزنية وعجز عن الأداء وحلّ في الإدراك ، وتولّى من ذريته الحاج المرسلي بن محي الدين فكان آغة الزمالة ومن في حكمهم بالتعيين ، ونال غاية الاحترام ، واشتهر عند الخاص والعام ، وتولى قيادة العرش بالترك حسن بن فريحة بن محي الدين ، وكان أبوه فريحة خليفة على أخيه الحاج المرسلي ولد محي الدين ، وتولّى منهم قيادة العرش بالأتراك أيضا عدة ولد محي الدين ومات بواقعة ماسرة في المقاتلة بين الباي المقلش ومجاهر في فتنة درقاوة بالتبيين ، فكان من أعيان المخزن قائدا مشهورا ، وفارسا شجاعا مذكورا ، وتولّى منهم قيادة العرش بالأتراك أيضا محمد ولد الحاج عدة بن مخلوف ، فكان في غاية الاحترام والموصوف ، وتولّى منهم قيادة العرش في وقت الترك ، محمد بن عبد الهادي فصار في غاية العز والحرك ، وتولّى منهم بالدولة الحاج الوزاع بن عبد الهادي فكان أوّلا آغة الزمالة ثم صار آغة الحجاحيط ثم آغة سعيدة ، ونال علامة الافتخار الفضية وصارت أحواله سعيدة ، وتولّى منهم بالدولة الحاج الشيخ ، فكان آغة الزمالة ونال علامة الافتخار الفضية وعرف بالفيخ ، وتولّى منهم قيادة العرش بالدولة السيد محمد بالصحراوي ، فكان أوّلا قايد الوكلة ثم صار قايد الزمالة فيما قال الراوي ، وكان منهم المختار ولد الحاج عدة قايد الضياف بتيارت ، ونال

علامة الافتخار المسمى (كذا) بالمداي في القول الثابت ، وكان منهم أحمد الهلالي ليتنان (كذا) ونال المداي ثم علامة الافتخار الفضية وقضى للفايت.
القدادرة
وأمّا القدادرة فنسبة لجدهم قدور بن علي بن الحبوشي ، فهم أخوة العلايمية في القول المنقوشي ، وذلك أن الحبوشي وأولاده ثلاثة بالتحقيق ، وهم علي جد القدادرة والد قدور وأحمد أبو معزة جد المعايزية وهم القرايدية وأبو علام جد العلايمية في القول الوثيق ، ولا تلتفت لغير هذا التحقيق ، وأوّل من تولّى من القدادرة جدهم علي بن الحبوشي ثم من بعده ابنه قدور فكان آغة الزمالة وقطب رحاهم الذي عليه تدور ، ثم من بعده أولاد الخمسة وهم : الوهراني وعدة ، ومحمد ، وصافة ، وعلي المكنى أبو علام ، إلّا أن الثلاثة لكل منهم تولّى آغة ، وصافة وعليا توليا قيادة العرش بإلزام ، وقد مات محمد مع آغة قدور بن إسماعيل الصغير بالكرايش بواقعة بني مناد في المقاتلة التي بين الباي علي وبني مناد ، وتولّى منهم قيادة العرش قدور بن صافة ومحمد بن علي المعروف بولد خودة فأزالا كل ضيم وسودة ، وذلك بدولة الأتراك ، فنال كل منهما غاية العز والإدراك.
القرادية والمعايزية
وأمّا القرادية (كذا) ويقال لهم المعايزية فتسميتهم بالأوّل نسبة لجدهم أحمد أبي معزة بن الحبوشي والد قرادة / فهم أخوة القدادرة والعلايمية كما مرّ الكلام في القولة الملايمية ، وأول من تولّى منهم بدولة الأتراك آغة أحمد أبو معزة بالتحقيق ، ثم بعده ابنه قرادة في القول الوثيق ، ثم ابنه مصطفى بن قرادة وهؤلاء في دولة الأتراك ثم الحاج مخلوف ولد امعمّر بالدولة وله علامة الافتخار الفضية ذات الأعراك ، وتولّى منهم قيادة الزمالة عدة ولد مخلوف ، وتولّى منهم قيادة بني تيغرين أخوه الحاج محمد بن مخلوف ، وأصل القدادرة والمعايزية من بني مديان ، وسيأتي الكلام عليهم مستوفيا في العلايمية بغاية البيان.

الوراردية
وأمّا الوراردية فنسبة لجدهم وارد ، وأصلهم بزعمهم من أولاد المسعود في الوارد ، وجاء جدهم موسى بن وارد لبلاد الغرابة لشيء ارتكبه بأولاد المسعود ، فسكن بعرش سيق وبانت شجاعته وعلت كلمته عند الأتراك في القول المعهود ، فتولّى مشيخة العرابة ، فهو أوّل من تولّى منهم الرئاسة بهذا المحل إلى أن قتله أبو علام بالحبوشي جد العلايمية بغير الاستغرابة ، فانتقل ابنه قدور للزمالة وبهم سكن ، وتولّى بدولة الأتراك قيادة وجدة فحل بها واطمأن ، وبنا (كذا) بها قبة بمقام الشيخ عبد القادر الجيلاني تعرف للآن بقبة بن وارد ، لكون وجدة كانت بعمالة الأتراك ، وندرومة بعمالة سلطان المغرب ثم وقعت المبادلة بالمدينتين بين الدولتين لينتظم الأمر في القول الوارد ، وتولّى حفيده قدور الصغير وهو عبد القادر آغة الزمالة فكان موصوفا بالمعرفة والحنانة مؤاخيا لآغة الحاج محمد المزاري البحثاوي في القول الصادر ، وتولّى ابنه الحاج جلول بن والد خليفة على آغة الحاج الشيخ ثم على آغة محمد بن المختار ، ثم تولّى قايدا على الزمالة ثم قايدا على البوازيد في القول المختار ، وتولّى أخوه قدور خليفة على قايد الزمالة ثم صار حارسا للضاحية ، ثم هو الآن خليفة المير (15) بتليلات في القولة الجالية.
المخاترية والزوابرية
وأمّا المخاترية ويقال لهم الزوابيرية ، أما تسميتهم بالأول فنسبة لجدهم القريب المختار وأمّا تسميتهم بالثاني فنسبة لجدهم البعيد الزبير ويقال لهم أيضا أولاد يحيى بالزبير في القولة الجارية ، وجاء جدهم من صبيح وسكن عرش الزمالة وبانت شجاعته وعلا أمره وسمعت كلمته في القولة التي بالمزالة ، فتولّى منهم قيادة العرش بدولة الترك يحيي بالزبير ثم ابنه المختار ، وتولّى منهم آغة الزمالة محمد بالمختار ، وكان أوّلا بدولة الترك مكاحليا (16) ثم صار خليفة آغة بن
__________________
(15) يقصد نائب شيخ البلدية من الكلمة الفرنسية : Le Maire.
(16) يقصد : راميا وحاملا للبندقية التي تدعى المكحلة.

وارد بغاية الاشتهار ، ثم تولّى بالدولة آغة الزمالة ثم انتقل آغة لتيارت ثم صار آغة ببلعباس ثم رجع آغة بعرشه إلى أن مات في القول الثابت ، وأدرك الحرمة بغاية الوجدية ، ونال علامة الافتخار الوردية وتولّى ابنه يحيى قيادة أولاد سيدي دحوّ بالمعسكر بوقت الدولة ، ونال غاية الاحترام والصولة ، وتولّى أخوه بالقاسم بالمختار قياده الزمالة ، إلى أن مات في القولة الزمّالة.
الونازرة
وأمّا الونازرة ، فنسبة لجدهم ونزار وهم يقولون أنّ جدهم جاء من السوس من الساقية الحمرا (كذا) ويؤيده قول ابن خلدون لما ذكر البرابرة ذكر من جملتهم ونزار وذريته فهم على هذا برابرة مخلدون ، والذي في بهجة الناظر لأبي المكارم الشيخ المشرفي أنهم من أولاد عبد الله أحد بطون بني عامر ، وهو الذي عليه المعوّل للوارد والصادر / ونصّه :
ومن جملة جند النصارى الاسبانيين الذين بوهران من الأعراب بطن من أولاد عبد الله بن سقير بن عامر بن إبراهيم بن يعقوب بن معروف بن سعيد بن رباب بن حامد بن حجوش بن حجاز بن عبيد بن حميد بن عامر بن زغبة يقال لهم الونازرة نسبة لجدهم ونزار بن عبد الله بن سقير بن عامر الزغبي وهم فرقة ذات بأس شديد ، وحقد عديد ، فيهم نحو الستة دواوير عظام ، وأصل مسكنهم بوادي سنان بنواحي تموشنت من مزارع أولاد خالفة الخارجين كأولاد الزاير عن سلسلة بني عامر في النسب ، ثم انتقلوا لنواحي تارقة فسكنوا بجبالها مع إخوتهم قيزة العامريين ، ثم انتقلوا مع قيزة وسكنوا بالجبل المطل على وهران قبلتها من نواحي تمزوغة واستقروا بملاتة جبالا ووطا (كذا) ، وتصرّفوا فيها بما شاؤوا وكانوا أهل شجاعة وبسالة. ولمّا جاء الإسبانيون لوهران كانوا من جملة جنودهم المعتمدة عليها منهم العيون والجيوش وغير ذلك ، ثم أن قيزة صاروا عند الاسبانيين لصوصا والونازرة صاروا لهم زمالة أيضا ومن ثمّ أطلق هذا الاسم عليهما دون غيرهما فمهمى قيل باللصوص فهم قيزة العامريون ومهمى قيل بالزمالة فهم الونازرة العبدلاويون ولا يقال لغيرهما من شافع وحميان وأولاد

عبد الله وأولاد علي وسائر بني عامر وكرشتل لخ (كذا) كلامه ، وأوّل من تولّى منهم الرياسة بدولة الإسبانيين ونزار ، فكان جنرالا كبيرا وعليه المدار ، وهو الذي تنسب له العين بساحل وهران البحري من ناحية المرسى التي يقال لها للآن عين ونزار ، وتولّى منهم بدولة الأتراك عدة ولد أحمد بن ونزار ، فكان أوّلا قايد المكاحلية ثم صار آغة الزمالة بوقت الدولة ، ونال غاية الاحترام والصولة ، وتولّى ابنه المولود بن ونزار بالدولة قيادة الحساسنة بمينة ، فنال المراد وأزال الغبينة ، وابنه ابلوفة هو الآن خليفة المير (كذا) بتمزوغة ، وأدرك الأمور التي أرادها وأذهب الفروغة ، وتولّى منهم العربي ولد أحمد بن ونزار ، آغة بني عامر فنال ما رام واختار ، وتولّى منهم محمد ولد قاسم قيادة المكاحلية بدولة الترك ثم صار بالدولة آغة بفرندة ، وهو أوّل من تولّى من المخزن بها ونال غاية المراد وأذهب كل شدة ، وله علامة الافتخار الفضية وكان من أهل الأحوال المرضية ، وتولّى منهم بالدولة آغة على الزمالة بغفور ، فنال المراد وبلغ لكل سرور ، وله علامة الافتخار الفضية ، وكان في سيرته بالسيرة المرضية ، وتولّى منهم محمد بغفور وهو لينان (كذا) القيادة بأولاد سويد ، ثم قيادة عرشه الزمالة مرتين في القول المفيد ، وله علامة الافتخار الفضية ، وكان من أهل الخصال المرضية ، وتولّى منهم محمد ولد محمد المشورة بمجلس تانسانمت فنال المراد والأمر الثابت ، وتولّى منهم قيادة الزمالة الحاج قدور بالصحراوي المعروف بولد درباك ، وله علامة الافتخار الفضية فهو من أهل الاحتباك.
اليساسفة أو اليوسوفيون
وأمّا اليساسفة فنسبة لجدهم يوسف ، ولم يتول منهم إلّا العربي ابن يوسف ، فكان أولا قايد الزمالة ثم صار آغة سعيدة ونال علامة الافتخار الفضية فيما يوصف.
الشوايلية
وأمّا الشوايلية فنسبة لجدهم أو جدتهم شايلة / وجاء جدهم من الحشم بغريس في القولة الجايلة ، وتولّى منهم قدور بن شايلة قيادة الزمالة بدولة الترك

ثم تولّى منهم قيادة العرش بدولة الأمير الحاج بن قادة ، ومات بعين الروينة بالجهاد في القولة الوقادة ، وتولّى منهم ابنه إبراهيم بن شايلة ، فكان أولا شاوشا بوقت الدولة عند الجنرال ثم صار قايدا على الزمالة ثم صار آغة بني مطهر في القولة الجايلة ، وتولّى منهم الحاج الحلوي بن قادة قيادة الزمالة ونال مرتبة وقادة ، وتولّى قيادة العرش بوقت الدولة الحاج محمد بن عبد العزيز ، ونال علامة الافتخار الفضية وكان بدولة الترك قايد الظليلة في القول المجيز ، وتولّى ابنه الحبيب خليفة على آغة الزمالة ، ثم صار قايدا على فرقة من الزمالة ، وتولّى قيادة العرش بوقت الدولة الحبيب ولد بلاحة ومحمد بالنجادي ، وابنه سي جلول بغاية البيان ، والحاج محمد بقدور اديابلو (كذا) وابن عمّه الحبيب ولد قدور بالمولود وهو المتولي الآن ، وكان أبوه قدور ملازما لخدمة الجنرال بوقت الدولة ثم ارتقى لتنان (كذا) ثم صار قايد العسس (كذا) إلى أن مات بالتبيان ، وكان الحاج محمد اديابلو أوّلا اصباحي ثم صار شاوشا بالبير ثم ارتقى قايدا على الوكلة ثم قايدا على حميان ، ثم صار قايدا على الزمالة إلى أن سلم في الوظيف وذهب للحج فحج ورجع لأهله في أمن وأمان ، وتولّى قيادة الزمالة بوقت الأمير الموسوم بن مفتاح ، وتولّى من الزمالة القيادة بغير عرشه الكيحل بالشيخ ، وأخوه الحبيب بالشيخ فالأول ببني مريان أهل وزغت والثاني بأهل كرسوط بغاية انشراح.
العبيد الغرابة
وأمّا الغرابة فإنهم عرش ملتقط كالزمالة والدواير ، ويطلق لفظ العبيد على الشراقة والغرابة والزمالة دون الدواير ، وكان الغرابة والشراقة في الأصل دوار واحد فالسماط الغربي يقال له الغرابة والشرقي يقال له الشراقة ، ثم افترق الدوار وصار عرشين فالغربي صار عرش الغرابة والشرقي صار عرش الشراقة ، ورئاسة الغرابة منحصرة في ثمانية وهم الوراردية والعلايمية ، والخدايمية والوناوية والسماملية والمحاصيد والرفافسة والعوايلية.

الوراردية
فأمّا الوراردية فجدهم موسى بن وارد كانت له الرئاسة على الغرابة ، وتقدم الكلام عليهم مستوفيا في رئاسة الزمالة بغير الاستغرابة.
العلايمية
وأمّا العلايمية فنسبة لجدهم أبي علام بالحبوشي وهو أبو علام ابن سي الجيلاني بن يوسف بالبيان ، وأصلهم من بني امديان الذين بناحية تاقدمت بالتبيان ، وجاء جدهم سي الجيلاني لفليتة وسكن بهم إلى أن مات ، فتزوجت زوجته رحمة برجل من حبوشة يقال له الحبوشي فكفل أولادها الثلاثة وهم أبو علام وهو الصغير وعليّ وأحمد أبو معزة فنسبوا إليه دون أبيهم بالثبات ، وكان من جملة الأعيان ، فدرّب الأولاد وربّاهم أحسن تربية بتربية الأعيان ، ولمّا مات جاءت زوجته رحمة بأولادها الثلاثة إلى سيق فسكنت بدوار موسى بن وارد شيخ القبيل بالتحقيق ، ولمّا ترعرع أبو علام ذهب أخواه عليّ وأحمد أبو معزة للزمالة ، وتريّس (كذا) كل منهما على القبيلة كما مرّ الكلام في ذكر الزمالة ، وبقي أبو علام بالغرابة في غاية الانتظام ، وكان رجلا ضخما خالص البياض طويل القامة غليظ الصوت أعور العين اليمنى شديد الفروسية كثير العطاء سريع الانتقام ، وكان بدوار موسى بن وارد رجل محلّي يقال له غرتيل فتأمل فيه غاية وألفاه لا محالة أنه ستكون منه كاينة الترتيل ، فقال لموسى إنّ هذا الجمل / الأعور الذي تراه في ازدياد الشأن ستظهر منه بعيثة عظيمة لا تطاق ، وستحير في أمرها ويحل بك الانشقاق والفراق ، ثم تولّى أبو علام مكاحليا عند الباي بالمعسكر وبانت شجاعته وظهرت كلمته في فرده وجمعه ، وتمازج مع رؤساء المخزن وهم البشير بن بحث ، آغة المخزن بأجمعه وابنه بن عودة آغة المخزن بعده بأجمعه ، واصطحب أيضا مع رايس (كذا) الزمالة وهو الشيخ قدور بن مخلوف صحبة بالغة ، ثم أن قدور بن مخلوف أكل ربطة العرش ولم يجد سبيلا لدفعها وعجزا كليا فاستغاظ عليه الباي وهمّ بقتله ففرّ فرّة بالغة ، والتجأ بضريح سيدي محمد ابن مخلوف فلم يطق الباي على إخراجه احتراما لضريح الولي المذكور ، وقال من يقتله أو يأتيني به حيا فله عندي ما يريد من سائر الأمور ، وكان قدور في غاية

الشجاعة والقوّة والرماية فألفى موسى بن وارد السبيل لقتل أبي علام بالحبوشي ليستريح ويخلص من العماية ، فأتى للباي وقال إن لم يأتك بالشيخ قدور أو يقتله أبو علام بالحبوشي فلا طاقة لأحد عليه من غيره ، فأمر باحضاره فجاءه قال له اقتل قدورا أو ايتني به أو اقتله بمحله ونستريح (كذا) من شرّه وخيره ، فقال له على شرط إن قضيت الأمر اقتل موسى بن وارد واملك رزقه ، فقال لك ذلك إن فعلت وقضيت رمقه ، فأخذ أبو علام جيشا واكمنه وأمرهم بالمبادرة له إن اخرجه من الضريح ، فقصده وناداه ، فقال له قدور ابطأت عنّي فدخل عليه بالقبّة ثم أخرجه منها إلى أن أبعده عن الضريح ، فبادر الجيش لأخذه بعد ما قبضه أبو علام ، فركبه (كذا) على بغلة وأتى به للمعسكر فقتله الباي ووفى بالشرط لأبي علام ، بأن صيّره رايسا (كذا) على القبيل وأعطاه رزق موسى وأمره بقتله ، فجاء أبو علام لموسى وقتله بكابوسه واحتوى على جميع رزقه ودخل في حلّه ، ثم قال لغرتيل إنك قلت الجمل الأعور ستظهر منه بعيثة عظيمة لا تطاق ، فقال له غرتيل أوكذبت في قولي فقد ظهر ما قلته والجمل ليس بعيب فعفى عنه وقال أصبت في النطاق ، وبقي في الرئاسة إلى أن مات فدفن بسيدي هلال ، فسمع الباي خليل بموته فبعث لأولاده الخمسة للحضور لديه ليختار منهم من يوليه بموضع أبيهم الصاير لعفو المتعال ، فجاءوه بأجمعهم وأعطى لكل منهم عددا من المال على السوية وأمرهم بالذهاب للقهوة إلى حكومة العشية ، فأعطى أولاده الكبار الأربعة للقهواجي قدرا معينا من تلك الدراهم ، وأعطى ابنه محمد وهو الصغير للقهواجي جميع ما أعطاه الباي من الدراهم ، وقد سأل الباي القهواجي فأخبره بالواقع ولما مثل الأولاد بين يديه قال لهم أيكم الكبير نوليه بموضع أبيه قبل أن يتسع الخرق على الراقع ، فقال له محمد إن أردت كبر السن فهؤلاء الأربعة أكبر مني وأكبرهم قدور ، وإن أردت كبر المعرفة فأنا خديمك الصغير منهم فولاه الباي قايدا في المشهور ، وجعل له خليفة يوسف بن المقداد ، لأنه كان خليفة أبيه وله معرفة بالخدمة وابن خيمة كبيرة وذو خيمة كبيرة بغاية المراد ، فبقي قايدينا وبه فيها الوناونية بالتحقيق ، وتولّى منهم ابنه أبو علام ولد محمد وكلهم / في دولة الأتراك في القول الحقيق ، وكان لأبي علام هذا كلمة مسموعة ، وأمر نافذ ومحبة في القلوب مطبوعة ، وتولّى منهم ابنه الحبيب بوعلام ، فكان أوّلا بدولة الترك

شاوش بني عرب ثم ارتقى قايدا على العرش وظهر أمره عند الخاص والعام ، ثم تولّى خليفة على آغة المخزن الحاج بالحضري البحثاوي بدولة الأمير ، ثم ارتقى آغة المخزن أيضا بدولة الأمير ، ومات بأرض الحجاز ، وقد نال المرام بالتطنيب والإيجاز ، وتولّى منهم من أولاده الحاج محمد قايدا على العرش بدولة الأمير ، وذهب للحج ولما رجع مات بالجزائر في القول الشهير ، وتولّى منهم من أولاده محمد بوعلام الصغير بوقت الدولة ، فكان أولا خليفة القايد ثم ارتقى قايدا على عرش الغرابة إلى أن مات بالطاعون وقد نال للصولة ، وتولّى منهم من أولاده قدور بوعلام فكان قايدا على الغرابة بوقت الدولة وظهر نفعه للخاص والعام ، وتولّى منهم بدولة الترك سي عابد بن يوسف ، فكان قايدا على الغرابة ونال لكل ما يوصف ، وتولّى منهم الصديق بوعلام ، فكان بدولة الترك شاوش بني عرب مبلغا للمرام ، ثم صار قايد العرش بوقت الدولة ، ثم صار آغة بوقت الدولة ، وكان له ميل كثير للدواير والزمالة ، محبا لأعيانهم محبوبا عندهم في القولة التي للهموم ذات المزالة ، يحكى أن كبير الأغاوات مصطفى بن إسماعيل البحثاوي لمّا أذعن الغرابة للدولة واجتمع المخزن على وتيرة قال بمحضر الناس أيها الدواير والزمالة والغرابة السالمين من المساوي ، إنكم في الأصل خيمة واحدة ثم افترقت لمانع حالك ، ثم اجتمعت كعادتها فالحمد لله على ذلك ، فكونوا إخوانا ، وللحماية أعوانا ، ومن له دين على الآخر فليسامحه فيه أو يخلصه منه في الحياة ، فقال له الصديق يا سيدنا وابن عمّنا لا تقل هذا الكلام فإنه لا مداينة بيننا ، بالإثبات ، وإن كان غرضك ما فات من أمر الحرب فأمور الحرب منعدمة وقت الإذعان ، وإن كان غرضك صداق أختي عائشة التي كانت تحتك زوجة وماتت تحتك فلسنا ممّن يتبع الميراث لا من الرجال ولا من النساء في المستبان ، فقال له مصطفى معاذ الله أن يتصور بقلبي شيء من هاذين الأمرين ، وإنما هو كلام جرى على اللسان من غير مراعة شيء بغير المين ، ولو لا صداقتك (كذا) معنا وقرابتك لنا لم تقل ذلك ، ولا زلنا نراعي لك كلام الخير الذي كنت تقوله لأبناء عمّك حال المحاربة ذات المهالك ، حيث كانوا يقولون فعلنا كذا وكذا وأنت تقول لهم لم يحضروا لكم من نعرفه من الرجال ، ولمّا وقعت واقعة الحمول بتليلات المعروفة بواقعة القرناع وكان الظفر لنا ورجع موتى عرشك بعدد الرمال ،

ورأيت بكاء النساء في كل ناحية على الرجال ، أمرت من تحبّه من النساء بالزغاريت على ذلك في الحال ، وقلت لهم ألم أقل لم يحضروا لكم الرجال ، فانظروا ما حلّ بكم لم حضروا (كذا) لكم الرجال ، وتولّى منهم بوقت الدولة قيادة العرش ابنه محمد ولد الصديق ، كما تولّى خليفة على القايد ابنه أيضا عبد القادر ولد الصديق / وتولّى منهم قيادة العرش بوقت الدولة ، محمد بوعلام المعروف بزليط وأدرك للصولة.
الخدايمية
وأمّا الخدايمية فنسبة لجدهم أبي خديم وهم أوّل من عمّر الوطن من الغرابة ، وجاء جدهم من شافع فسكن بحامول تليلات بغير الاستغرابة ، وأوّل من تولّى منهم رئاسة الغرابة قار أحمد بواخديم ، فكان مرفوع الشأن مقبول القول عند الخويص (كذا) والعويم (كذا) ، وتولّى منهم بعده ابنه عديدة ولد قارة ، فكانت له رئاسة العرش بدولة الأتراك نوبة مع العلايمية في قولة قارة ، ثم كان بعده ابنه بن عودة ولد عويدة فكان شاوش بني عرب بدولة الأتراك ، وخليفة قايد الغرابة بالدولة كثيرة الاعتراك ، وكان شاعرا في الملحون مشهورا ، كثير الهجاء للناس مذكورا ، وتولّى منهم بالدولة قيادة العرش محمد المجاهد ولد أحمد بن محمد بن قارة أحمد بواخديم ، وهو الآن قايد بالحالة المزيلة للضيم.
الوناونية
وأمّا الوناونية فنسبة لجدهم ونان بن العيد ، وأصلهم من ماقضة وهم أولاد سيدي العيد ، من التجاجنة من أهل غريس ، وجاء جدهم ونان لسيق لشيء ارتكبه فصار في غاية التعريس ، وأوّل من تولّى منهم قيادة الغرابة بلقاسم الكبير بن ونان بن العيد ، فأدرك المرام في قيادته نوبة مع العلايمية بغاية التفريد ، وتولّى منهم بعده ابن أخيه بلقاسم الصغير بن ونان الصغير بن ونان الكبير بن العيد ، فأدرك المرام بدولة الأتراك ووقت ابن الشريف الدرقاوي بجميع المفيد ، وكان مشهورا بالبسالة والشجاعة ، والعطاء والرئاسة والبراعة ، وتولّى منهم بعد موته بدولة الترك أخوه قادة بن ونان ، فبلغ للمرام ونال للإحسان وتولّى منهم

الحاج عبد القادر بن ونان ، فكان بوقت الأتراك خليفة على عمّه قادة بن ونان ، ثم صار قايد العرش بدولة الأمير ، ثم صار آغة العرش بوقت الدولة وهو أوّل من تولّى عليهم آغة بوقت الدولة في القول الشهير ، وتولّى منهم قيادة العرش أخوه الحبيب ابن ونّان ، فكان خليفة على أخيه آغة ثم صار قايد العرش بالدولة في العز والأمان ، وتولّى منهم بعد موته ابن عمّه الحاج عبد القادر بالصغير قيادة العرش بالاشتهار ، فكان أوّلا خليفة على ابن عمّه الحبيب ثم ارتقى قائدا وهو للآن قايد في صحيح الأخبار.
السهايلية
وأمّا السهايلية فنسبة لجدتهم سهيلة بالتحقيق ، وجاء جدهم محمد بن شاعة من الصحارى فسكن الغرابة في القول الحقيق ، وسبب تسمية جدهم ببن سهيلة دون بن شاعة أنه نزل بقوم لا يحبون ذكر بن شاعة ، وذلك وقت نزولهم بالغرابة ، فسأل النساء زوجته سهيلة عن اسم زوجها فقالت بن شاعة فقلن لها لا محالة أنه هالك فلا تذكري هذا الاسم فإن هؤلاء لا يحبونه وإنما قولي أنت وهو أن اسمه بن سهيلة باسمك بغير الاستغرابة ، فإن قلتما ذلك لا ريب أنه يسلم من المعاطب فقالا ذلك فاشتهر به وتنسى (كذا) اسمه في المراغب / وأوّل من تولّى منهم قيادة الغرابة قدور بن سهيلة صاحب الفرس المقرونة ، وكان موصوفا بالفروسية والشجاعة والبسالة والأحوال المصونة ، وتولّى منهم قيادة العرش الحاج بن يعقوب ولد مصطفى ولد محمد ولد قدور بن سهيلة ، وكان أوّلا شاوش بني عرب بدولة الأتراك ثم ارتقى قايدا بدولتهم على الغرابة نوبة مع العلايمية بالغا لأمور الخيلة ، وصار بعد ذلك آغة المخزن بدولة الأمير ، وكان موصوفا بالعقل والثبات بغاية التحرير ، وتولّى منهم ابنه محمد بن سهيلة قيادة عرشه وهو للآن في القيادة بعرشه ، ونال علامتي الافتخار المداية (كذا) والفضية ، ونال الأمور في أحواله المرضية ، وتولّى منهم ابنه المولود ، قيادة العرش فسلم وصار من أهل القعود ، وتولّى منهم قيادة العرش ابن عمّه عبد القادر ولد زيان ، فكان من أهل الثبات بالبيان.

المحاميد
وأمّا المحاميد فنسبة لجدهم محمود ، فهم من المحاميد الذين بالحشم الشراقة وأصلهم من حميان كما في الشماريخ للحافظ أبي راس بغاية الوجود ، وجاء جدهم من بلاد غريس ، فسكن الغرابة ونال العز وبلغ للتغريس ، وأوّل من تولّى منهم قيادة العرش سي بن فريحة ولد عدة بن محمود ، فكان قائدا بدولة الترك ونال لكل محمود ، وتولّى منهم أخوه خليفة ولد محمود قيادة العرش بدولة الأتراك ، وكان موصوفا بالعقل والرئاسة والكرم والشجاعة مدركا لجميع الإدراك ، وتوفي في الجهاد بواقعة المقطع مع الأمير ، وكان محبوبا عند الناس مشهورا بالكياسة والتدبير ، وتولّى منهم ابنه عدة ولد خليفة قيادة عرشه بدولة الأمير ، وتولّى منهم عمّه محمد ولد عدة بن محمود بالدولة قيادة العرش ، وكان مشهورا بالشجاعة فبلغ المرام ونال للقرش ، وتولّى منهم بوقت الدولة قيادة العرش ابن أخيه سي العربي ولد خليفة بن محمود ، فكان أوّلا خليفة على الحبيب بن ونان ثم صار قايدا من جملة الأعيان. وبلغ للمقصود ، وتولّى منهم بوقت الدولة أيضا أخوه أحمد ولد خليفة حراسة الضاحية ، فكان في غاية المرام من الخدمة الوافية الراحية.
الرفافسة
وأمّا الرفافسة فنسبة لجدهم الرفاس ، فهم من أولاد عوف من سيدي الرفاس ، وجاء جدهم من أولاد عوف ، فسكن بالغرابة وزال ما به من كل خوف ، وأوّل من تولّى منهم قيادة العرش بدولة الأمير ، سي محمد بن فارس في القول الشهير ، وكان في وقت الترك شاوش بني عرب التحقيق ، ثم ارتقى بدولة الأمير قايدا على الغرابة في القول الحقيق ، وتولّى منهم الرياسة على العرش ابن أخيه الحاج عدة ولد الموسوم ، فكان أوّلا خليفة على عمّه المار ثم صار قائد العرش بدولة الأمير في القول المعلوم ، ثم ارتقى آغة العرش بوقت الدولة ، فبلغ كلّ مراد ونال للصولة ، وتولّى منهم ابنه أبو علام قيادة عرشه ، فنال به مرامه واشتهر بفرشه ، وتولّى منهم أخوه بالمختار ولد الحاج عدة المشورة بمجلس تليلات / فهو به للآن في غاية الاثبات.

العوايلية
وأمّا العوايلية ويقال لهم أولاد بن أعوالي ، نسبة لجد بن عوالي أو جدتهم أعوالي ، وهم من أولاد سيدي الناصر بن عبد الرحمان الذي بنواحي جبل العمور بالصحرا (كذا) وجاء جدهم لعتبة فسكن معهم بأرض هبرا ، ثم انتقل للغرابة وسكن بوادي تليلات بمشتى بني زواغ ، واشتهر بالطاعة المزيلة لكل دنس وفراغ ، وأوّل من تولى منهم الحاج مصطفى بن أعوالي المعروف بولد الكحلة ، فكان خليفة على قايد الغرابة الذابح لكل سحلة ، وتولّى منهم الرئاسة بعرشه السيد الحاج محمد بن أعوالي ، فنال المراد وأدرك لسائر المعالي ، فكان أوّلا قايد العرش بدولة الأمير ، ثم صار قايد العرش بوقت الدولة ذات العز الشهير ، ثم ارتقى في وقتها آغة عرشه ، فنال العز والتوقير وعلت كلمته وقبل قوله وأدرك المراد في عرشه ، وكان موصوفا بالشجاعة والبسالة والرئاسة وداحضا للبطالة ، ونال علامة الافتخار الفضية ، واتّصف عند الخاص والعام والأحوال المرضية ، ثم رفض الخدمة وهاجر لتونس واستقر بها إلى أن مات ، وكان محبوبا عند أهل تونس مشهور الذكر مقبول القول بغاية الاثبات وكان والده الحاج جلول بن أعوالي ساعيا بدولة الأمير ، مشارا إليه بالفضل والصلاح والرأي والتدبير ، وتولّى منهم الحاج علي بن أعوالي فكان خليفة على ابن عمّه آغة المذكور ، فاشتهر عند الناس بغاية الظهور ، وتولّى منهم عبد الرحمان بن أعوالي فكان خليفة على ابن عمّه آغة المذكور أيضا ، فبلغ المراد وقضى الأحوال نفلا وفرضا ، وهو للآن في قيد الحياة ، غير أنه اعتراه الفالج الذي صيّره وهو حي من جملة الأموات ، فنسئل (كذا) الله أن يعافينا من سائر المضرات ، ويبلغ لنا المراد بالغاية القصوى في الحياة والممات ، بجاه سيدنا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم الشفيع غدا يوم القيامة في سائر المخلوقات ، وممّن تولّى قيادة الغرابة عبد القادر بن بكار فكانت سيرته مضرة بالمكروه والمحبوب ، وكان خليفة عليه ابن عمّه بن صابر بن المجدوب ، وتولّى رياستهم أيضا المرة بعد المرة ، باهي بن مسعود ، فكانت سيرته محمودة بغاية الشهود ، وتولّى بعده الرياسة ابنه الحبيب ولد باهي ، وهو الآن من أهل المشورة بمجلس تليلات لتسليمة في الوظيف الأول في غاية التباهي.

وهذا آخر ما قصدنا جمعه ، وتركيبه ووضعه ، فجاء بحمد الله كتابا جليلا ، وتأليفا بأخبار وهران ومخزنها كفيلا ، نفّع الله به في الحياة والممات ، وجعله خالصا من البوائق التي للقدم مزلّات ، إنه على ما يشاء قدير ، وبالإجابة جدير ، وآخر دعوينا (كذا) أن الحمد لله رب العالمين ، سبحن (كذا) ربك رب العزة عمّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ذو النفع العميم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تقريض عبد العال شبكة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
أما بعد فإني قد تصفحت فصول هذا الكتاب فوجدته قد جمع من التاريخ ما تفرق في غيره مما تسر الناظر قراءته وتبهج الفكر عبارته.
وقد أثنيت وشكرت لجناب مؤلفه السيد اللبيب والفاضل النجيب لغا بن عودة المزاري قايد دواير وأذنته في طبه (كذا).
الفقير عبد العال شبكه (كذا).
سنة 1314 ه‍ ـ 1897 م.

تقريض عبد الرحمن بن سليمان المصري
«بسم الله الرحمن الرحيم»
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم.
حمدا لمن شرف الأنام بعلماء الشريعة وجعلهم مبدأ وملجأ في الختام ونور بصائرهم بمعارف العوارف ، ولطائف المعارف وصلاة وسلاما على من جاء بالبيان وقواطع سواطع التبيان ، أما بعد فقد تصفحت بعض المقاصد من التاريخ المسمى بطلوع سعد السعود فحق أن يقصد لنيل المرام كل القاصد لاحتوائه على بناء وهران من الأمراء الأوّل وتوضيح الأولياء والعلماء ذي (كذا) المجد والحلل وزاده رشاقة وطلاوة ذكره نحن العامة فهو بهذا حري بالطلب لكل العامة فريد العصر والأوان ومذكر لشجاعة الأسود من الفرسان ومضهر (كذا) العجائب ومبدي الغرايب لمن أراد الركائب سالكا في ذلك أوضح المسالك ومرتكبا فيه الطرق السهلة بألطف المسالك فلذلك أجزته ولثمرات فتواه أيدته. كتبه عبد ربه عبد الرحمن بن سليمان المصري المالكي غفر الله له ولولديه (كذا) والأمة أمين أمين أمين.











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

بناء شخصية  الأطفال   ...