الخميس، 8 مارس 2018

اسم هدا الكتاب هو : طلوع سعد السعود في أخبار وهران ( الجزء الاول من الكتابة )
بسم الله الرّحمن الرّحيم
اللهم صلّ على الحبيب محمد وآله وصحبه وسلم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما يقول العبد الضعيف الراجي عفو ربه وغفران سائر المساوي أبو إسماعيل بن عودة الساري بن الحاج محمد المزري البحثاوي. أمنه الله بمنه وكرمه ولطفه آمين ، آمين ، آمين ، آمين.
الحمد لله الذي فضل العلماء على الجهلاء بتفضيل العلم على الجهل ، وصيرهم أمناء على خلقه يقومون بحفظ شريعته في كل الفرد والحفل وجعل بالعلم تعرف الفرائض والسنن وسائر ما يكون به التكليف وتعرف به الملل ، وكذا الماضي والآتي وسائر الدول ، والأنساب ، وما قل منها وجل لا سيما علم التاريخ الذي تكفّل بأخبار القرون والأمم ودولها ومن مضى منها أو حل أو هو آت في المستقبل. فحقه الاعتناء به بتدوينه كي لا يضيع فيهمل ، والصلاة والسلام التامان على سيدنا ومولانا محمد أشرف المخلوقات ومنبع الكون وخاتم الأنبياء والرسل وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذرياته وأمته والتابعين ومن تبعهم بإحسان / (ص 3) إلى يوم يتبين فيه المفضول من الفاضل والشقي من السعيد والثاني من الأول ، وبعد:
فإني لما طالعت كتب التاريخ واجتمعت عندي منه رقائع جليلة.
تاقت نفسي إلى جمع تأليف جليل في أخبار وهران ، ومخزنها القساور

(كذا) الذين بهم فاقت ما عداها من المدون (كذا) فهم أهل الخصائل الجميلة. فجمعته بحمد الله تعالى في كتاب جليل الفرائد ورتبته بإذن الله تعالى على خمسة مقاصد :
ـ المقصد الأول : فيمن بنا (كذا) وهران وأي وقت بنيت فيه ، ووصفها بالتعريف.
ـ المقصد الثاني : في ذكر بعض أوليائها بحسب الاستطاعة والتعرض بالذكر إلى من هو منهم شريف.
ـ المقصد الثالث : في ذكر بعض علمائها من حين بنيت للآن (كذا).
المقصد الرابع : في ذكر دولها على سبيل الترتيب من حين بنيت إلى هذا الزمان. وما أذكره من غيرهم (كذا) فذالك (كذا) رغبة في إتمام الفائدة بزيادة البيان.
ـ المقصد الخامس : في ذكر مخزنها وهو عين المراد. والتعرّض إلى سيرته الجميلة التي لا يكون فيها الانتقاد.
وسمّيته :
طلوع سعد السعود في أخبار وهران
ومخزنها الأسود
فأقول : بحسب ما رزقت من نصيب ، وما توفيقي إلّا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

المقصد الأول
فيمن بنى وهران


/ اعلم أيدني الله وإياك بنوره. ورزقني وإياك خيره ووقاني وإياك من (ص 4) شروره. أنه لا خلاف في أن وهران بنيت في القرن الثالث من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم. وإنما الخلاف فيمن بناها والعام الذي بنيت فيه والخليفة الذي بنيت بأمره بالتلزيم (كذا) (1).
فقال الحافظ أبو راس في عجائب الأسفار على السينية له ، بنتها مغراوة بإذن أمراء الأندلس الأمويين وأن الذي بناها من مغراوة هو خزر بن حفص ابن صولات بن وزمار بن صقلاب بن مغراو بن يصلين بن مسروق بن زاكين ابن ورسيخ بن جانا ابن زنات. وكان صقلاب في زمان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأن الخليفة الأموي الذي أمر ببنائها هو عبد الرحمان بن الحاكم (كذا) بن هشام بن عبد الرحمان الداخل الخليفة بالأندلس ا ه. بعضه باللفظ وبعضه بالمعنى (2).
فيفهم من أنها بنيت في وسط القرن الثالث لأن عبد الرحمان بن الحاكم
__________________
(1) عن التاريخ الذي بنيت فيه مدينة وهران ، والأقوال التي وردت في ذلك ، انظر كتابنا : وهران ، (الجزائر 1985) ص 5 ـ 32.
(2) محمد بن أحمد بن عبد القادر الراشدي المعروف بأبي راس الناصر ، ولد عام 1150 ه‍ (1737 م) بقلعة بني راشد قرب مدينة معسكر بالغرب الجزائري ، وتنقل في صغره بين مسقط رأسه ، ومتيجة ، وتنس ، والمغرب الأقصى. وحفظ القرآن الكريم ، واستوعب العلوم العربية الإسلامية على علماء وفقهاء عصره ، وعلى رأسهم الشيخ عبد القادر المشرفي. ثم تصدى للتدريس ، والإفتاء في مدينة معسكر زهاء ست وثلاثين عاما ، وتولى مناصب القضاء ، والإفتاء ، وحج مرتين ، واشتهر بالحافظ لغزارة علمه ، وكتب وألف في مختلف الأغراض والفنون ، شعرا ونثرا ، وخلف مائة وستة وثلاثين مخطوطة ، (136) ، بين طويلة وقصيرة ، بعضها موجود ، والبعض مفقود ، وتوفي يوم 15 شعبان 1238 ه‍ ، (17 أبريل 1823 م). وترجم له عديدون ، أمثال : د. أبو القاسم سعد الله : مؤرخ جزائري معاصر للجبرتي. أبو راس ـ

(كذا) تول سنة ست ومائتين وتوفي في ربيع الأخير سنة ثمان وثلاثين ومائتين كما في المختصر لأبي الفداء صاحب حماة (1) وهذا القول لا يوافق بوجه ولا حال. وذكر الحافظ أبو زيد عبد الرحمن الجامعي في شرحه لرجز الحلفاوي أنها بنتها مغراوة في أيامهم وأطلق (2). وقال الحفّاظ الخمسة وهم : محمد بن يوسف (ص 5) القيراوني والبكري / وابن خلكان ، والرشاطي ، والصفدي (3) كل في تاريخه أن الذي بناها محمد بن أبي عون ، ومحمد بن عبدون ، وجماعة من الأندلسيين البحريين الذين ينتجعون مرسى وهران مع نفزة وبني «مسقن» وهم بنو مسرقين من أزديجة ، وكانوا أصحاب القرشي وهو الخليفة الأموي بالأندلس وذلك سنة تسعين ومائتين.
وقال الحافظ أبو راس في كتابيه : عجائب الأخبار ، والخبر المعرب ، على
__________________
ـ الناصري ، مجلة تاريخ وحضارة المغرب ، عدد 12 (الجزائر ـ 1974) ص 22 وما بعدها. وكذلك في كتابه: أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر ، وتاريخ الجزائر الثقافي ج 2. والشيخ عبد الرحمن الجيلالي : تاريخ الجزائر العام ج 4. ط 4. (الجزائر ـ 1982 م). ومحمد سي يوسف : دراسة مخطوط عجائب الأسفار ولطائف الأخبار لأبي راس الناصري. مجلة الدراسات التاريخية. عدد 2 (الجزائر ـ 1986) ص 134 ـ 155.
(1) سنة 206 ه‍ يوافقها مسيحيا : جوان 821 ـ ماي 822 م. وشهر ربيع الأخير لعام 238 ه‍ يوافقه : 20 سبتمبر ـ 18 أكتوبر ـ 852 م ، وأبو الفؤاد عماد الدين إسماعيل المؤيد (1273 ـ 1331 م) صاحب حماة ، من علماء الجغرافيا العرب ، ألّف كتاب : تقويم البلدان ، وكتاب : المختصر في تاريخ البشر. وهو الكتاب الذي أشار له صاحب المخطوط.
(2) أبو زيد عبد الرحمن الجامعي الفاسي ، رحالة مغربي تنقل في الجزائر وبلدان المغرب ، وأعجب برجز شيخه أبي عبد الله محمد بن أحمد الحلفاوي مفتي تلمسان الذي نظمه في أحداث الفتح الأول لمدينة وهران عام 1119 ه‍ (1707 ـ 1708 م) فطلب منه شيخه أن يشرحه نثرا وعدد أبياته 72 بيتا شعريا فشرحها وأضاف إليها معلومات عن السلطان العثماني أحمد الأول (1703 ـ 1733 م) الذي تم في عهده هذا الفتح ، فأصبح هذا الشرح مع الرجز من أهم المصادر عن هذا الفتح ، وما يزال مخطوطا ، وتوجد نسخة من هذا الرجز في مكتبة المتحف بميدنة وهران ، وللجامعي هذا ، رحلة سماها : التاريخ المشرق الجامع ليواقيت المغرب والمشرق.
(3) أبو عبد الله البكري جغرافي أندلسي توفي بقرطبة عام 490 ه‍ (1097 م) له كتاب : المسالك والممالك ، وصف فيه البلدان التي يعرفها المسلمون في القرن 11 م. ومنه أخذ القسم الذي ـ

السينية أن الذي بناها هو خزر بن حفص المار ، وأن الذي أمره ببنائها هو الخليفة الأموي بالأندلس أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحاكم (كذا) ابن هشام بن عبد الرحمن الداخل وذلك سنة تسعين ومائتين وقيل إحدى وتسعين وقيل اثنين وتسعين ا ه (1) والصحيح من هذه الأقوال التي ذكرها الحافظ في كتابيه ، الأول ، لكون الخليفة المذكور تولى سنة خمس وسبعين ومائتين وتوفي في ربيع الأول سنة ثلاثمائة (2) كما في مختصر أبي الفداء صاحب حماة. وقد بناها قبل وفاته بعشرة أعوام كما في دليل الحيران وأنيس السهران ، في أخبار مدينة وهران (3) وإلى من بناها ووقت بنائها أشار الحافظ أبو راس في سينيته التي تسمى بالحلل السندسية ويقال لها إنها نفيسة الجمان بقوله :
/ بنتها مغراوة بإذن مواليهم
 

الأمويين أمراء أندلس
 
(ص 5) ثالث قرن خزر منهم قد أسسها
 

وملكهم في غاية العز والشمس
 
__________________
ـ أصبح يعرف باسم : «المغرب في ذكر بلاد إفريقيا والمغرب». طبعة دي سلان (باريس ـ 1911 م). وابن خلكان أحمد البرمكي الأربيلي (1211 ـ 1281 م) مؤرخ كبير تعلم ودرس في حلب ، ودمشق ، والقاهرة ، وتولى القضاء والتدريس. ومن مؤلفاته : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ، في التراجم والآداب العربية. والصفدي صلاح الدين خليل (1262 ـ 1362 م) الذي يعرف بالصلاح الصفدي ، ولد بصفد وتعلم بها ، وتولى رئاسة ديوان الإنشاء في صفد ، والقاهرة ، وحلب ، وقيل إنه ألف 500 مجلدا منها : الوافي بالوفيات ، الذي هو قاموس تراجم من 30 جزءا. أما محمد بن يوسف القيرواني فلم نعرف ترجمته والرشاطي هو أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله الرشاطي. ولد عام 466 ه‍ (1073 ـ 1074 م) بقرية من أعمال مرسية الأندلسية يقال لها : أوريوالة. وتوفي شهيدا بالمرية عام 542 ه‍ (1147 ـ 1148 م) كما في وفيات الأعيان ج 1. ص 337. وفي نفح الطيب ج 4 ص 462.
(1) سنة 290 ه‍ يوافقها : ديسمبر 902 ـ نوفمبر 903 م. وسنة 291 ه‍ يوافقها : نوفمبر 903 ـ نوفمبر 904 م. وسنة 292 ه‍ يوافقها : نوفمبر 904 ـ نوفمبر 905 م. والحقيقة أن هذا التاريخ يمثل المرحلة الثانية من تاريخ وهران ، لأن المدينة قديمة جدا ، تعود نواتها إلى عهد الفينيقيين ، وتمثل قرية إيفري نواتها الأولى عند البعض ، انظر كتابنا : وهران. ص 5 ـ 32.
(2) سنة 275 ه‍ يوافقها : ماي 888 ـ ماي 889 م. وربيع الأول عام 300 ه‍ يوافقه : 16 أكتوبر ـ 14 نوفمبر 912 م.
(3) للشيخ محمد بن يوسف الزياني. وقد حققه وطبعه الشيخ المهدي البو عبدلي عام 1978 م.

وقال في وصفها والتعريف لها الشريف الحسني الرباني ، شيخنا العلامة الحافظ السيد محمد بن يوسف الزياني ، في تاريخه : دليل الحيران وأنيس السهران في أخبار مدينة وهران ـ في الفصل الأول منه ما نصه بطوله : اعلم أن وهران بفتح الواو ، وكما لابن خلكان في كتابه : وفيات الأعيان ، وأنباء أبناء الزمان ، والحافظ أبي راس في كتبه : عجائب الأخبار ، وعجائب الأسفار ، والخبر المعرب ، وروضة السلوان ، لا بكسرها وغلط من كسرها. هي مدينة من مدن المغرب الأوسط بساحل البحر الرومي (1) عظيمة ، ذات مساحة وفخامة جسيمة ، وبساتين وأشجار ، ومياه عذبة وأطيار ، وحبوب عديدة ، وفواكه وخضر جديدة ، وبروج مشيّدة وقصور معددة ، من طبقتين فأعلا (كذا) ببناء التحكيم ، وأرحية ماء ونار وريح وطحونات (كذا) وسور فخيم (كذا) ، وفنادق وحمامات ، وشوارع ورياضات ، ومدافع وأبراج ، ومنافذ ، وسبل فجاج ، وأتكية ، وغنى لكل محتاج ، (ص 7) متبحرة في العمران ، وسارت بأخبارها لكل ناحية الركبان ، معدودة / من أمصار المغرب التي عن نفسها تدافع ولا تدافع ، ومن أحسن معاقله التي تطاع ولا تنازع ، مقصودة للعلماء والتجار وسائر أرباب البضائع ، لها صيت بالمغرب والمشرق وسائر الآفاق ، وقد ذكرها صاحب الدرر المكنونة المازونية في نوازل الطلاق (2) ، وجاءت لها الملوك من أقاصي الأقطار ، وتزاحمت عليها لنيل الأوطار ورحل لسكانها الأخيار والأشرار ، والعبيد والأحرار ، والمسلمون والكفار ، فكانت مفتخمة (كذا) على غيرها من المدون (كذا). بمخزنها السادات الأسود ، أهل العناية والشجاعة والعطاء الممدود والحياء ، والرياسة ، والبسالة والسياسة ، مقصودة للعفات (كذا) والوجود ، والعساكر والجيوش والحشود. مؤسسة في أسفل جبل
__________________
(1) يقصد بالبحر الرومي : البحر الأبيض المتوسط ، وكانت تطلق عليه هذه التسمية في العهود القديمة خلال السيطرة الرومانية على بلدان الشمال الإفريقي ، أما اليوم فلا.
(2) يقصد بذلك كتاب : الدرر المكنونة في نوازل مازونة. لمؤلفه : يحيى بن أبي عمران موسى ابن عيسى بن يحيى المغيلي المازوني ، الذي تولى القضاء بمازونة ، وكان فقيها علامة ، اعتمد في كتابه على فتاوى المتأخرين من علماء تونس ، وبجاية والجزائر ، وتلمسان. وعليه اعتمد كل من أحمد الونشريسي في كتابه : المعيار ، والبرزلي في نوازله. توفي يحيى المازوني بتلمسان عام 883 ه‍ (1478 ـ 1479 م).

هيدور الأشم (1) ، الذي اختط الإسبانيون بقمته بالبناء الأحكم ، برج مرجاج (كذا) الشامخ العتيد ، وقطب رحا حربها الشديد ، الصعب المسلك البعيد المدرك ، الضيق الفجاج ، المشرف على المدينة والمرسى والأبراج ، الذي غص منه الجو في الصعود ، وعاد يلمس بيده الأفلاك بالقعود ، ذهب في السماء بفروعه وكلاكله ، وملأ الجو بقرونه وهياكله ، ونظّم النجوم في مفرقه واستوى كالملك في جلسته وترقية ومرتفقه ، وترفع بمروط (كذا) السحاب ، فضرب بينه وبين الناس بحجاب ، رعده / صوت المدافع ، وبرقة شعلتها التي ليس لها مدافع ، كأن (ص 8) الرياح آوت (كذا) إلى جوه بإذنه ، وأصغا (كذا) لها ملاقيا إلى حيز السماء بأذنيه وأطل على البحر بشماريخه وجعله يحاكي معاني تواريخه ، واستدبر البر بظهره ، وأناخ سائر الجبال بمنيعه وحجره ، حتى صارت جبال قيزة ، وبنى مخوخ ، وتاسالة ، تبايعه وله تنوخ ، وتسمى باسم الرجل الذي كان به من غير مناكث ، وهل هو الرجل الزناتي ، أو الإسبنيولي ، أو الحمياني؟ أقوال ، أصحها الثالث (2) وطال ما ارتفع للسماء جبل كهر ، فانخفض له وبعلوه عليه أقر ، تراه وأنت أسفله كأنه في الجو قلامة ، في قنّة غمامة أو باز أو عقاب ، على ظهر سحاب ، وقد قال في وصفه بعض الفصحاء في ملحون :
سلوا عليه مرجاج ليس أهيانا
 

وامراقب البحر وأبراج تلمسان
 
شيخ الجبال عالي يا فطانا
 

كل الجبال خرّت له سجدان
 
ولما دخلها ابن خميس أحد العلماء الكبار ، والفقهاء السادات الأخيار ، في آخر القرن الرابع ، وقعت منه كل موقع بعد ما دخل الجزائر في الخبر الشائع ، وكانت الجزائر إذ ذاك قريبة عهد بالبناء والتمدين ، فقال : أعجبني بالمغرب
__________________
(1) أسست مدينة وهران على السفح الشرقي للجبل الذي يحمل عدة أسماء منها : هيدور ، وهو اسم لعالم لا نعرف عنه شيئا حاليا ، ومرجاجو ، وهو اسم لشخص كذلك كما سيأتي. والمائدة وهي صفة لقمته المنبسطة على شكل مائدة. كما يحمل اسم : جبل سيدي عبد القادر.
(2) البرج الذي يتحدث عنه ما يزال قائما وشامخا حتى اليوم على القمة الشرقية الصغيرة المفصولة بمنخفض عن القمة الكبرى الغربية ، ويسمى حاليا برج سانتاكروز وهو يتألف من ثلاثة أقسام كبرى ، كان مزودا في عهد الإسبان بثلاثمائة مدفع ، وهناك خلاف حول اسم ـ

مدينتان بثغرين : وهران خزر وجزاير بلكّين (1). وكيف لا تكون من ذخائر النفائش ، وهي أول مدينة ملكها عبد المؤمن بن علي الكومي الموحّدي سنة تسع وثلاثين من القرن السادس (2) ولو رءا (كذا) بناءها صاحب تاريخ مصر (ص 9) والقاهرة ، / لعده من أعجوبات البناء التي ذكرها في كتابه : حسن المحاضرة (3) ،
__________________
ـ مرجاجو : هل هو اسم لرجل زناتي ، أو للرجل الاسباني الذي أشرف على بناء الحصن ، أو للشيخ الحمياني الذي ساعد الاسبان على بنائه ، وهو رأي صاحب المخطوط. وكان هذا الشيخ الحمياني قد أمر رجال قومه الحميانيين أن يتجندوا جميعا ويحملوا الماء في قربهم وعلى أكتافهم إلى البنائين في قمة الجبل. ولذلك هجاهم أحد شعراء الملحون وقال :
لا تكب الماء من قربة
 

لمن يقول أنا حمياني
 
ادفع الكلب مع ربيبه
 

وقل قلبه ما زال نصراني
 
وقال آخر :
قيزة وشافع وحميان
 

جارهم ما يتهنّى وميتهم ما يدخل جنّة
 
وقد تم بناء هذا البرج وهذه القلعة الضخمة عام 1567 م ، وزرته بنفسي عام 1981 مع وفد من صحافي جريدة الجمهورية ، وقد وضعت له السلطات المحلية حاليا أضواء كاشفة في الليل بحيث يراه القريب والبعيد ، انظر كتابنا : وهران. ص 155 ـ 156.
(1) أبو عبد الله محمد بن عمر بن خميس التلمساني ولد عام 560 ه‍ (1252 م) ونبغ منذ صغره في الأدب ، والحكمة ، والتاريخ ، وقول الشعر ، حتى لقب بشيخ الأدباء ، ولاه السلطان الزياني أبو سعيد بن يغمراسن رئاسة ديوان الإنشاء ، وأمانة السرّ ، وتجول في أقطار المغرب وعواصمها ، وتراسل مع عدد من الشعراء ، والعلماء ، والقضاة والأمراء ، ثم ذهب إلى غرناطة عام 703 ه‍ (1304 م) وضم إلى مجلس الوزير ، واغتيل هناك ضحوة عيد الفطر لعام 708 ه‍ (14 مارس 1309 م) على يد علي بن نصر الأبكم إثر الانقلاب الذي حصل على الأمير ، وقيل إن قتله كان خطأ.
(2) سنة 539 ه‍ يوافقها : (جويلية 1144 ـ جوان 1145 م). وسيطر عبد المؤمن على مدينة وهران عام 1145 م. وسوف تأتي ترجمته عند الحديث عن دولته في المقصد الرابع.
(3) يقصد به جلال الدين السيوطي (1445 ـ 1505 م) الذي ولد بالقاهرة ونبغ في التفسير ، والحديث ، والفقه ، وعلوم اللغة ، وتجول في الشام ، والحجاز ، واليمن ، والهند ، وبلدان المغرب ، وإفريقيا ما وراء الصحراء ، وألف على ما قيل أكثر من 500 كتابا منها : طبقات الحفاظ. وطبقات المفسرين ، وحسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ، وتحاور شعرا مع العالم التلمساني محمد بن عبد الكريم المغيلي حول المنطق اليوناني ، وذلك خلال تواجدهما في بلاد التكرور بنيجيريا أواخر القرن الخامس عشر الميلادي.

ولو رءاها الغزالي صاحب الرحلة ، لما اعتنا (كذا) بوصف سبتة وطيلطلة (1) ، ولو أخبر بها صاحب كتاب اللباب الواصف لضخامة بنيان البلدان لما قال : الدار داران : إيوان ، وغمدان (2) ، ولو رءا (كذا) الغزالي مسجدها الجامع الأعظم ، وما اشتمل عليه من السعة والأساطين واتقانه في الهواء بالبناء الأحكم ، والتراويق المرونقة ، والاحتكامات المحققة ، وخاصته الدافقة بالماء ، وصومعته التي علت لجو السماء ، تروم منه النزول لها بالهيكلة ، لما وصف الجامع الأعظم الذي بمدينة طيلطلة (3). واجتمعت العجائب بالبرج الأحمر ، فإنه يفوق حصون بني
__________________
(1) هكذا كتب المؤلف طليطلة. أما الغزالي الذي يشير إليه فليس هو أبا حامد الغزالي لأنه لم يزر المغرب والأندلس ، ولم يكتب في التاريخ ، ولعله يقصد به أبا العباس أحمد ابن المهدي الغزال الفاسي الأندلسي الذي كان أمين سر المخزن بالمغرب الأقصى ، وألف رحلة عام 1179 ه‍ (جوان 1765 ـ جوان 1766 م) سماها : نتيجة الاجتهاد في المهادنة والجهاد ، وقام بسفارة إلى إسبانيا ثم إلى الجزائر صحبة خاليه : عمارة ابن موسى ، ومحمد بن ناصر ، في مهمة لافتداء الأسرى الإسبان ، والجزائريين ، وذلك عام 1182 ه‍ (1768 ـ 1769 م). وقد توفي بفاس عام 1191 ه‍ (1777 م). وقام الأستاذ إسماعيل العربي بتحقيق رحلته ونشرها في دار الغرب الإسلامي ، والجزائر.
(2) صاحب كتاب : اللباب في معرفة الأنساب ، هو عز الدين أبو الحسن علي ابن الأثير (1160 ـ 1234 م). وقد اختصره من كتاب : الأنساب ، للقاضي أبي سعيد محمد السمعاني (1114 ـ 1166 م) ، الذي تجول في معظم أنحاء المعمورة وأخذ العلم على حوالي أربعة آلاف شيخ. وقد طبع كتاب اللباب : وستنفلد عام 1835 بغوتا. أما إيوان كسرى فهو بناء عظيم في جنوب بغداد ، كان على ما يظن قصرا لملوك الفرس. وبه عدد كبير من الصور والتماثيل. وأما غمدان فهو قصر في مدينة صنعاء باليمن ، وكان من عجائب الدنيا. خربه الأحباش عندما غزوا بلاد اليمن عام 1252 م.
(3) المسجد الذي يشير إليه هو مسجد الباشا ، الذي أسسه الباي محمد بن عثمان الكبير عام 1796 م بأمر من الداي الباشا حسن بالجزائر ، وذلك تخليدا لتحرير وهران من الاستعمار الإسباني ، وهو مسجد كبير يقع على الضفة الشرقية لواد الرحى في مواجهة حي القصبة بوهران القديمة ، وله منارة عالية ومثمنة الشكل وقد تحدّثنا عنه في مخطوطنا : في بيوت أذن الله أن ترفع. ويمكن العودة إلى كتابنا : وهران ، ص 159 ـ 164 كذلك. وقد قمت بزيارة خاصة دامت ثلاثة أيام لكل قلاع وهران وأبراجها ، ومساجدها ضمن وفد من صحافي الجمهورية ووضعت عنها دراسات موجزة أثبتها في كتابنا : وهران ، المشار إليه. أما المساجد العتيقة فقد وضعت عنها دراسات مطولة ما تزال مخطوطة.

الأحمر ، ولو رءاه المطماطي سليمان بن سابق لقال لا يقدر على مثله لاحق ولا سابق (1) وزادت له بالابتهاج والرونقة مقلته التي صعدت للجو مشرقة. ولو رءا (كذا) يوسف بن قريون مؤرخ اليهود ، برج اليهود ، لما وصف قلاع أمصيا التي هي ملك بني يهود (2).
وأين مرجاج المتقدم ، وبرج المرسى ، وبرج الحمارات ، والإصبايحية ، ومرية ، والحرسى (كذا) والقصبة ، والمرستانات ، والمدرسة ، وبرجا (كذا) رأس العين والمكنسة ، وأبوابها التسعة المفترقة بحسب النواحي ، والمدن ، والقرى ، والضواحي (3) ولو وصفت لك مصانعها على التمام ، وما تحت أراهيها (كذا) من
__________________
(1) البرج الأحمر الذي يشير إليه يطلق عليه كذلك اسم برج الأمحال ويقع على الضفة الشرقية لواد الرحى ، على هضبة عالية تشرف على البحر شمالا ، وتقابل جبل المائدة أو مرجاجو ، أو هيدور ، غربا وقد أسس هذا البرج عام 1331 م ويبدو أن نواته تعود إلى أيام الفينيقيين لأن موقعه استراتيجي ، وعند ما احتل الإسبان وهران بنوا داخله قلعة كبيرة للحراسة ، وسلحوه بحوالي 300 مدفعا كذلك للدفاع ، وهو برج ضخم جدا وواسع به قصر البايات شرقا ، والقلاع الإسبانية غربا ، وللمزيد من المعلومات انظر كتابنا : وهران ، ص 147 ـ 149. أما سليمان بن سابق المطماطي هذا فلم نجد من ترجم له حاليا.
(2) برج اليهود الذي يشير إليه ما يزال موجودا حتى اليوم شيّد على لسان بري داخل البحر عام 1509 في المكان الذي دخل منه الإسبان إلى مدينة وهران بواسطة مساعدة المكاس اليهودي شطورة الأشبيلي ولذلك سمي ببرج اليهودي ، وقد زرناه عام 1981 صحبة وفد من صحافي جريدة الجمهورية ، ووجدنا به مدافع منصوبة للدفاع البحري من أواخر القرن الماضي. أما المؤرخ اليهودي يوسف بن قوريون فلم نجد من ترجم له. انظر كتابنا : وهران : ص 149 ـ 150.
(3) أبواب وهران المعروفة من الخرائط ، والباقية حتى اليوم ثمانية هي ، في الشرق : باب السوق وما يزال قائما حتى اليوم وسماه الفرنسيون باب نابليون. ويطل شرقا على مجرى عين واد روينة ، ويؤدي إلى خنق النطاح ، وكاناستيل ، وأرزيو. وتم بناؤه عام 1740 م. وباب الجيارة شمال برج الصبايحية وما يزال قائما حتى اليوم.
وفي الجنوب : باب البليل ، أو باب الواد ، على حافة واد الرحى الغربية وفي الغرب : باب المرسى ، وما يزال قائما حتى اليوم ، وباب القصبة في أعلى باب المرسى وقد اندثر. وفي الشمال : باب عمارة ولم نعرف مكانه وباب كاناستيل وما يزال قائما. حتى اليوم ، وباب الميناء ولم يبق له أثر. أما الباب التاسع فلم نتعرف عليه ولا على مكانه ، ـ

الأبنية العظام ، لقلت يعجز عنه «سور ديب» المفتخير ببناء الأهرام ، ولعجز بالاشتهار ، واصف قصر الجمّ والبديع والأجدار / وسائر بنيانها المرصوص (1) (ص 10) ومياهها العذبة المتدفقة التي تعلو للسماء ثم تنبسط على الأرض وتتفرق على الرخام الملون ثم تجتمع في سيح تحت الأرض بالبناء المحكم فتذهب معه للبحر ففيه تنصب وتغوص. ولقد عظمت مساحتها في النفل والفرض. حتى صارت لا تحمى في الطول والعرض فأحاط بها سورها الجديد ببرود شتى فصارت عظيمة العدّ ، والتعديد ومن أين يطيق عدّ ولبة العدس ، أو غيره من الدخنة والعلس. وما خرج عن سورها من البنيان ، فلا يضبطه لسان ، وقول الحافظ الشيخ عبد الرحمان الجامعي في شرحه لرجز الحلفاوي : هي مدينة صغيرة غير ظاهر كما في شروح الحافظ أبي راس لسينيته. وما قيل في مدحها من الكلام ما بين النظم والسجع والنشر فإنه مما لا يضبط بعصر فمن ذلك قول بعض علماء الراشدية الأذكياء ، السادات الكرام الأصفياء وهو العلامة الأجل والقدوة الأبجل ، مؤلف كتاب : فتح وهران النقاد الراوي الخالي من سائر المساوي ، أحد شرفاء غريس الشريف الحسني السيد مصطفى بن عبد الله الدحاوي (2) في مدحها ومدح
__________________
ـ انظر كتابنا : وهران ، ص 140 ـ 142.
(1) قصر الجم من آثار الرومان بوسط بلاد تونس ، والأجدار مدينة أثرية بالجزائر جنوب مدينة تيهرت المشهورة ، وليس هناك اتفاق على تاريخ تأسيسها. أما قصر البديع فيبدو أنه قصر الرياض البديع الذي يقع غرب مدينة قلعة بني حماد وقال عنه ابن خلدون إنه كان من آنق الرياض وأحفلها. حطمه المرينيون عام 701 ه‍ (1301 م) انظر الجيلالي. ج 1. ويمكن أيضا أن يكون أراد به قصر البديع الذي أنشأه أحمد المنصور السعدي الذهبي بمراكش عام 1578 ، واستغرق بناؤه 14 عاما لغاية 1594 م.
(2) اسم المؤلف بالكامل هو : محمد المصطفى بن عبد الله بن زرفة الدحاوي. واسم مؤلفه بالكامل : فتح وهران وجامع الجوامع الحسان. وكان كاتبا لدى الباي محمد بن عثمان الكبير الكردي وعين مساعدا لرئيس رباط إيفري بوهران خلال الحصار الثاني عليها ، عام 1206 ه‍ (1791 ـ 1792 م) وكلفه الباي بتسجيل حوادث الفتح كلها ، فسجلها ، وجمعها في كتاب سماه : الرحلة القمرية في السيرة المحمدية ، أتمه في نفس العام ، ونعتقد أنه هو نفسه كتاب : فتح وهران. لأن موضوعهما واحد على ما يبدو. وبعد فتح هذه المدينة وتحريرها ، عين المؤلف قاضيا بها إلى أن توفي بالطاعون عام 1215 ه‍ (1800 ـ 1801 م) ، ـ

أميرها السيد محمد بن عثمان ، صاحب العدل والرفق والجهاد والإنصاف والإحسان ، باي الإيالة الغربية وتلمسان في قصيدته القافية التي من بحر (ص 11) الطويل ، فريدة القصائد ونفيحة الجواهر في غاية التكميل / ذات الصدر في وهران والعجوز ، في الأمير الجليل ، المشتملة على ثلاث وعشرين بيتا بالجملة والتفصيل :
عراني أحبّتي سهاد مورق
 

ومن ذاليك السّهاد قلبي يخفق
 
ورقّ فؤادي من حلول ضبابة
 

وعم دواخل الميزاج تعلّق
 
أتاني هو نجد وطيب نسميها
 

وصرت كسيف البال إذ أتشوّق
 
ورمت انضماما نحوها برياضها
 

بها غرف وسلسبيل مدفّق
 
وأزهارها تفوح منها رياحين
 

ونور يلوح منه للعين رونق
 
وأشجارها ترنّ فيها بلابل
 

بمختلف الأصوات تربى التعشّق
 
وأفنانها ملمّة لفواكه
 

ألا كلّ غصن منها غض مورق
 
فما شئت من ذوق لذيذ ومنظر
 

تنعّم فيه العين ثم موفق
 
وأعظم شيء في اشتياقي لكامل
 

يلوذ بأنسه المعنّى المشوق
 
له في معالي المجد أرفع همة
 

وأوفر حظ وهو بالمدح أليق
 
وإثبات ذهن في العلوم بأسرها
 

وزان ارتفاع القدر منه تحقّق
 
بطلعته وهران ثمّ نعيمها
 

وطاب بها النّوى وبان التأنّق
 
انظر تمامها في دليل الحيران وأنيس السهران (1).
__________________
ـ ودرس أبو راس الناصر المعسكري الراشدي عليه.
وقد لخص هوداس هذه الرحلة وقدمها في بحث إلى مؤتمر المستشرقين بالجزائر عام 1905 ، ونشرها في وقائع المستشرقين هؤلاء ، ولابن زرفة هذا كتاب آخر اسمه : كتاب الاكتفاء في حكم جوائر الأمراء والخلفاء لخصه إرنست ميرسي ، ونشره في مجلة روكوي القسنطينة عام 1898 م.
(1) يوجد باقي القصيدة في صفحة 29 من النسخة التي حققها ونشرها الشيخ المهدي البو عبدلي.

المقصد الثاني
في ذكر بعض أوليائها


اعلم / أيدني الله وإياك بأنواره ، ونفعني وإياك بأسراره أن أولياءها عددهم (ص 12) كثير ، وحصرهم عسير ولا كنّي أذكر منهم المشاهير ، كما ذكرها (كذا) شيخنا الزياني في الفصل الثالث من دليل الحيران وأنيس السهران فنقول : إن من أولياء وهران : الولي المشهور ، المتعبد بأسماء الشكور ، القطب الواضح سيدي هيدور صاحب جبل وهران المشهور (1) ، كثير العظامة (كذا) والجلالة ، دفين بلاد أسلافه تاسّالة ، وكان من أهل متم القرن الثالث ونسب له جبل وهران لتعبّده به وكان له وارث (2).
ومنهم ذو النور الباهر ، كثير الأسرار والجواهر ، والإحسان والعوارف (كذا) والإكمال والمعارف ، صاحب البرهان الساطع ، سيدي دادّ أيوب المغراوي الذي كان من أهل القرن الرابع (3) وهو بينها وبين المرسى الكبير ، بمكان على البحر
__________________
(1) تاسالة قرية صغيرة في منطقة جبلية عالية تحمل نفس الاسم جنوب سهل ملاته ، وسبخة وهران الكبيرة جنوب وهران كذلك. وتتوسط الطريق الرابط بين سيدي بالعباس شرقا ، وحمام بو حجر في الشمال الغربي ، وعين تموشنت في الغرب.
(2) الشيخ هيدور عاش في أواخر القرنين : 3 ه‍ و 9 م ، وأوائل القرنين المواليين ، ولم نجد من ترجم له في كتب التراجم ، وأطلق اسمه على الجبل الذي يشرف على وهران غربا حتى القرن العاشر الهجري (16 م) ثم أطلق عليه اسم : مرجاجو كما مر ويطلق عليه حاليا اسم : جبل المائدة. وجبل سيدي عبد القادر. لأن قمته العالية مسطحة على شكل مائدة ، وبنيت عليه قبّة وضريح باسم سيدي عبد القادر ، ولكن هذه القبة والضريح أزيلا عام 1980 م.
(3) القرن الرابع الهجري يوافق العاشر الميلادي. والشيخ داده أيوب هذا لم نجد من ترجم ـ

في محلّ فيه متعبّدون وصالحون وحمامه مقصود للتبرك فيه نفع كبير (1) ومعنى دادّ في لغة زناتة هو الأب الكبير. وليس هو بهذا المحل مدفون وإنما المحل محل تعبّده فيما يعرفون.
ومنهم الشريف الحسني النقاد الراوي ، المقطوع بولايته على الإطلاق سيدي محمد بن عمر الهواري ثم المغراوي (2) فهو قطب الأولياء ، ورايس الزّهاد الأتقياء ، صاحب الكرامة الظاهرة ، والأحوال الباهرة كان كثير السياحة والنجابة (ص 13) والنجاحة. أخذ بفاس عن العبدوسي والقبّاب ، / وببجاية عن الشيخ أحمد ابن إدريس (3) ، والوغليسي ، كثير الأتباع والأصحاب (4) وبمصر عن العراف
__________________
ـ له ، مثل الشيخ هيدور تماما ، وهو مغراوي على أي حال ، وقد يكون من بلاد الشيخ الهواري ، المغراوي بكلميتو شرق مدينة مستغانم.
(1) حمام الشيخ داده أيوب كان ما يزال موجودا بعد الحرب العالمية الثانية على شاطىء البحر بين مينائي وهران والمرسى الكبير غربا ، وله لافتة ترشد إليه وطريق يؤدي إليه كذلك. أما الآن فلا أثر له وقد يكون اندثر ، إذ ذهبت صباح يوم الخميس 18 ذو الحجة 1407 ه‍ (13 أوت 1987 م) فلم أجد له ولا للافتة أثرا كما لم أجد من يرشدني ويدلني على مكانه.
(2) الشيخ محمد بن عمر الهواري المغراوي ولد بكلميتو على بعد عشرين كلم شرق مدينة مستغانم عام 751 ه‍ (1350 ـ 1351 م) ، وتوفي بوهران صباح السبت 20 ربيع الثاني عام 843 ه‍ (12 سبتمبر 1439 م) ، وهو رجل متصوف ، ترجم له كثيرون أمثال : الغبريني في عنوان الدراية ، وابن مريم في البستان ، وابن صعد في روضة النسرين ، وأبي راس في رحلته ، والحفناوي في تعريف الخلف ، والزياني في دليل الحيران ، ودلبيش في المجلة الإفريقية (1884) ، وبارجيس في كومبليمانت : (تتمة) ، وكازاناف في مجلة جمعية الجغرافية والآثار لمدينة وهران ، وديستيق في المجلة الآسيوية وغيرهم. وقد وضعنا له ترجمة سوف تصدر ضمن الطبعة الثانية لكتابنا وهران بحول الله وقوته.
(3) أحمد بن إدريس البجائي من علماء القرن الثامن الهجري (84314 م) توفي بعد عام 760 ه‍. (1359 م) درس عليه ابن خلدون وأخوه يحيى ، وعبد الرحمن الوغليسي ، وهو صاحب مدرسة صوفية مشهورة وزاوية ببجاية وأحوازها. ألّف عدة شروح نقل عنها ابن زاغو التلمساني ، ومحمد المشدالي ، ويحيى الرهوني ، وابن عرفة وعيسى بن سلامة البسكري.
(4) أبو زيد عبد الرحمن بن أحمد الوغليسي من علماء القرن الثامن الهجري (14 م) ـ.

وغيره. وجاور بالحرمين الشريفين وسافر للقدس فجال بالشام لنيل خيره ومكث بدمشق بالجامع الأموي ما شاء الله. وكانت تأتيه الوحوش وعادية السّباع في سياحته لقضاء أوطارها فتقضى لها بإذن الله ، ومكث آخر عمره بوهران بلد أسلافه بالتحرير ، مثابرا فيها على العلم والعمل إلى أن انتفع به الخلق الكثير. ولما قرب أجله كثر كلامه الذي يدل على سعة عفو الله بالتبشير. وألف كتاب : «السهو والتّنبيه ، للفقراء أهل الفضل النبيه». وله تآليف عديدة في طريق القوم النجاية ، وكان كثيرا الثناء على أهل بجاية. وقد نص على شرفه صاحب كتاب : جواهر الأسرار ، في معرفة آل النبي المختار (1) وكذا الفاسي في أثمد الأبصار ، وكانت له كرامات عديدة ، وخوارق عادة مديدة منها أن بعض طغاة الأعراب أخذ مال بعض أصحابه لما أراد الله به النكال فبعث إليه الشيخ رسوله ليرد ذلك المال ، فأخذ الظالم الرسول وقيّده ومقته ، فبلغ الشيخ أمره فقام من مجلسه مغاضبا وقد اسودّ وجهه من شدة الغضب ودخل خلوته. قال تلميذه التازي فسمعته جهارا ، يقول مفرطح ، مفرطح ، يكرره مرارا ، وفي الوقت قام الظالم يلعب في عرس والناس ينظرون إليه تفرّسا / فإذا برجل أبيض الثياب نزعه من (ص 14) فوق فرسه وضرب به الأرض فإذا هو مفرطح دخل رأسه في جوفه من شدة ضربه منكّسا. فأطلقت أمه رسول الشيخ وخاطبت ولدها الميت خطاب البوم : يا ولدي حذّرتك دعوة الشيخ فأبيت فلا حيلة فيك اليوم.
ومنها أن امرأة أسر ولدها فأتت إليه فقال لها إيتيني بقصعة من ثريد ولحم
__________________
ـ ولد وتربى في بني وغليس على بعد حوالي ميل من قرية سيدي عيش جنوب بجاية ، على الضفة اليسرى لواد الصومام. تضلع في العلوم والمعارف العربية الإسلامية خاصة الفقة ، وتولى وظيفة الإفتاء ، والإمامة ببجاية ، ولقب بشيخ الجماعة ، وتتلمذ على الشيخ أحمد ابن إدريس. درس عليه الخلدونيان ، وأبو القاسم المشدالي ومحمد بن عمر الهواري الوهراني ، وعبد الرحمن الثعالبي. ومن تآليفه : منظومة «الوغليسية» في الفقه التي شرحها أحمد زروق البرنوسي ، ومحمد السنوسي ، ويحيى العيدلي ، وعبد الرحمن الصباغ ، وقد توفي الوغليسي عام 786 ه‍ (1384 م).
(1) صاحب أثمد الأبصار في آل النبي المختار ، ومؤلفه ، هو أبو عبد الله محمد الفاسي ، وأما صاحب جواهر الأسرار في معرفة آل النبي المختار فلم نهتد لصاحبه.

فأتته بها فدفعها لسلوقية كانت عنده ترضّع أولادها فلما فرغت قال لها اذهبي لموضع كذا من عدوة النصارى وايتيني بابن هذه المرأة فذهبت وجازت البحر فوجدته فوجدته اشترى دوارة للنصرانية التي ملكته فخطفتها من يده وصار يتبعها خوفا من النصرانية إلى أن عرضت له ساقية فقطعها وهي البحر ثم تبعها إلى أن دخلت به على أمه في وهران وهذا قليل في حق الأولياء.
ومنها أن السلطان أبا فارس عزوز بن السلطان أبي العباس أحمد الحفصي الملك العادل الذي قال فيه ابن عرفة إنه كعمر بن عبد العزيز بحسب الزمان قد زحف من تونس بجنود عظام لتلمسان لأمر له فيه حق فرغبه ملكها أحمد العاقل بواسطة الشيخ أبي علي الحسن أبركان بن مخلوف المزيلي الراشدي دفين تلمسان فبعث خديمه للشيخ الهواري في كفّ أبي فارس فقال الهواري مالي وللملوك ولمّا اشتدت الرغبة والإلحاح دعا عليه وقد نزل آخر رمضان من سنة سبع وثلاثين (ص 15) وثمانمائة (1) بفج السدر حذو جبل ونسريس (2) فمات / فجأة ضحوة عيد الفطر فانتظره الناس لصلاة العيد حتى خشوا خروج وقتها فذهب ابنه للسرادق والفساطيط فوجده ميتا فجعله في محفة وانقلب إلى تونس وأخفى أمره ، إلى غير ذلك من كراماته. وهو القائل لتلميذه لا تخف من النار فإن صاحبي أدخله في بطني كي لا تراه النار. ولما سمع هذا القول بعده سيدي أحمد بن يوسف
__________________
(1) آخر شهر رمضان من عام 837 ه‍ يوافق أوائل ماي 1434 م.
(2) جبال الونشريس تكتب بالشين المثلثة في الأول والسين المهملة في الأخير ، ولكن المؤلف كتب بالسين المهملة في الوسط والأخير ، وقد يكون سبق قلم منه أو من الناسخ. وتقع هذه الجبال (الونشريس) على الضفة الجنوبية لنهر الشلف ، وتشرف على هضبة السرسو والهضاب العليا جنوبا ، ويقابلها في الضفة الشمالية لنهر الشلف سلسلة جبال الظهرة ، وزكار ، المشرفة على ساحل البحر المتوسط. وتمتد من جبال الأطلس البليدي شرقا إلى تيارت وفرندة وزمورة غربا.
وتولى السلطان أبو فارس عزوز الحفصي السلطة بتونس من يوم 3 شعبان 796 ه‍ إلى 1 شوال 837 ه‍ (3 جوان 1394 م ـ 11 ماي 1434 م). وتولى السلطان أحمد العاقل السلطة بتلمسان من يوم 1 رجب 834 ه‍ إلى ذي الحجة 867 ه‍ (15 مارس 1431 ـ أوت 1463 م).

ابن عبّاد بن مصباح الوامودي الراشدي قال إن البطن تلقي ما دخلها وتطرحه وأنا أدخل صاحبي في قلبي كي لا تمسّه النار. ا ه. فانظر ما بينهما من البون في المعنى. وتوفي رحمه‌الله في صبيحة يوم السبت ثاني عشر ربيع الثاني سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة (1) في وقت الملك أحمد العاقل بن أبي حمّ موسى ابن يوسف الزياني ووقت القائم عليه وهو أخوه أبو يحيى زكرياء بن أبي حمّ (2) موسى بن يوسف الزياني وهذا القائم هو الذي اتخذ وهران دار ملكه وسكناه. وقول الحافظ أبي راس في عجائب الأسفار : أحمد العاقل الذي جعل وهران دار ملكه سبق قلم ، ولما مات الشيخ الهواري دفن بوهران وضريحه بها مشهور مقصود للتبرك ويؤيده قول العلامة أبي عبد الله محمد بن عبد المؤمن قاضي المالكية بالجزائر يحرّض أمير وقته حسن باشا رحمه‌الله على غزو وهران في قصيدته الهائية /.
نادتك وهران فلبّ نداها
 

وانزل بها لا تقصدن سواها
 
واحلل بتلك الأباطح والرّبى
 

واستصرخنّ دفينها ـ الأوّاها
 
إلخ. وأراد به الشيخ الهواري نفعنا الله به ، ولا تلتفت لمن يقول أنه مدفون بسيدي المسعود بتارقة ، وبسيدي سعيد بشافع ، فإن ذلك من خرافات العامة (3)
__________________
(1) يوم 12 ربيع الثاني عام 843 ه‍ يوافق 22 سبتمبر 1439 م. وهذا التاريخ خطأ على ما يبدو لأن الشيخ الهواري توفي يوم 2 ربيع الثاني وليس يوم 12 وذلك يوافق 12 وليس 22 سبتمبر.
(2) أبو حمّو يكتب هكذا بالميم المضمومة ، والمشددة بعدها واو ، ولكن المؤلف اكتفى بالشدة والضمة ، وحذف الواو ، وهو خطأ في الرسم طبعا. وفعل نفس الشيء بكلمة الشيخ معاشو. فاكتفى بالضمة والشدة على الشين وحذف الواو.
(3) هناك عدة روايات متضاربة حول مدفن الشيخ الهواري ، فزعم كازاناف في مجلة جمعية الجغرافية والآثار لمدينة وهران عام 1926 بأن حوش الشيخ الهواري المحاط بسور ما يزال موجودا وقائما في قرية بني تالة قرب مدينة وهران ، ولكنه لم يحدد مكانه ومكان القرية بالضبط. وأورد المقدم ديديي في الجزء الرابع من كتابه : وهران عام 1931 م صورا لأفراد أسرة زعم أنهم من أعقاب الشيخ الهواري ، عددهم أربعة ، أخذت لهم يوم 9 أوت ـ

__________________
ـ 1931 م ، وهم : الهواري ، وحامد ، محمد ، وبدرة ، يحملون جميعا لقب بن ستي البشير بن الهواري ، وروى عنهم بأن جدّهم الشيخ الهواري مدفون في ضريح صديقه الشيخ سيدي سعيد بقرية حاسي الغلة غرب مدينة وهران على الطريق المؤدي إلى عين تيموشنت وتلمسان ، وأما الضريح والمسجد الحاليان اللذان يحملان اسمه بوهران فقد أسسهما حفيداه : الحاج حاجي ، وحمو بو يعزار عام 1793 م ، أي بعد عام من تحرير المدينة من الإسبان.
ومن أجل الزيادة في التحري ، والتحقيق قمنا بزيارة إلى ضريح سيدي المسعود قرب قرية تارقة شمال قرية المالح على بعد حوالي 65 كلم من وهران صباح الخميس 5 ذو الحجة 1407 ه‍ (30 جويلية 1978 م) ولم نجد في الضريح سوى قبر واحد ، وبجواره مسجد صغير بدأ ينهار سقفه. ولكن هناك على بعد بضعة أمتار آثار لقبر داخل حويطة محاطة بثلاث جدران ، ولم يحدثنا أحد لمن. ثم قمنا بزيارة لضريح آخر غرب قرية تارقة بحوالي أربعة كلم يحمل اسم سيدي الهواري صباح الخميس 25 ذو الحجة 1407 ه‍ (20 أوت 1987) ووجدناه داخل ضريح تهدم سقفه بفعل السلطات الاستعمارية خلال الثورة على ما قال لنا أحد الرجال هناك. وأكد لنا رجل آخر في ثارقة بأن هذا الولي ليس هو الشيخ الهواري الوهراني ، وإنما هو رجل آخر كان صديقا وتلميذا للشيخ بختي بن عياد دفين قرية سيدي بختي ببلاد غمرة شمال قرية حمو بوتليليس ، كما أكد لنا بأن بني تالة يوجدون بين قرية زفيزف ، وحمام بو حجر ، قرب سيدي بلعباس ، وأن سيدي شافع يوجد قرب قرية عين البيضاء بجوار حاسي الغلة على طريق حمام بو حجر.
إن الحقيقة ضائعة بين هذه الأقوال والروايات ، فالإسبان الذين احتلوا وهران ما يقرب من ثلاثة قرون حولوها إلى محتشد للجنود الإسبان ولم يبقوا فيها أي أثر للمعالم العربية الإسلامية. فكيف سلم قبر الشيخ الهواري ومسجده من التخريب ، اللهم ، إلا إذا بلغتهم دعوته عليها باحتلالهم لها ، وعندما تحقق لهم ذلك كرموه بالإبقاء على قبره وضريحه ومسجده. ولو أن هذه الدعوة مشكوك في صحتها ، لأنه مهما بلغ غضب الشيخ الهواري على سكانها فلا يعقل بأن يرضى بأن يحتلها النصارى الكفار المسيحيون ، وهو رجل مربي ، وعالم ، وولي متصوف ، وإلّا فلا معنى لعلمه ، وتدينه وتصوفه ، وتزعمه لعلماء عصره.
والروايات العديدة المتواترة عن دفنه بوهران ، يصعب تكذيبها خاصة وأنه عاش بها ، وشهرت به ، ونقل ذلك تلاميذه ومنهم الشيخ إبراهيم التازي وآخرون ومع ذلك فالرأي الذي أورده ديديي جدير بالدراسة ، والبحث والتدقيق. والله أعلم في الأخير بحقيقة ـ

ولم يدخل النصارى الإسبانيّون لوهران في حياته وإنما دخلوها بعد وفاته باثنين وسبعين عاما لأن دخولهم إياها كان سنة أربعة أو خمسة عشر من القرن العاشر (1) وسبب دخولهم لها وتملكهم بها دعاء الشيخ الهواري عليها وعلى أهلها وذلك أن أهل وهران بغوا على ولده سيدي أحمد الهايج وقتلوه ظلما وعدوانا بالمحل المسمى به للآن (كذا) وهو الهايج وواديه يقال له واد الهايج (2) وادّعوا أنه هايج عليهم بغير حق وسمع بذلك الشيخ وسكت فحرّضته زوجته أم الولد على أخذ ثأر ولده بالانتقام من أهل وهران فلم يلتفت لها فذهبت إلى دجاجة كانت عندها ذات فلا ليس صغار وأخذت فلّوسا منهم والشيخ ينظر فجاءت الدجاجة وصارت تضاربها على ولدها لتخلّصه منها ولها صياح فقالت له يا هواري انظر لهذه الدجاجة كيف أخذتها الغيرة على ولدها وكيف بك لم تأخذك الغيرة على ولدك القتيل ظلما وعدوانا فعند ذلك غضب الشيخ / وقال لأهل وهران لأي شيء قتلتم (ص 17) ولدي فإنه قرت (كذا) عيني وثمرة فؤادي وبضعة مني فقالوا له لأنه ارتكب ذنبا وثبت عليه وقتلته الشريعة فقال لهم من حكم بقتله من ساداتها العلماء فقالوا له لا نحتاجوا (كذا) في ذالك إلى حكم وإنما رأينا الشريعة قتلته فقتلناه فقال لهم أنتم قلتم بزعمكم أنّ الشريعة قتلت ولدي الهواري وأن الهواري لا يجوز ولده لعدم تحقيق دعواكم وإن كان قولكم بزعمكم في الظاهر مقبول. ففي باطن الأمر الذي لا اطّلاع لكم عليه ولدي ناج وكلامه محمول. فأسلمها رحمه‌الله للنصارى لأنه سلطان مصرها ، ومتولي أمرها ، وكان من الذين لو أقسموا على الله لأبر قسمهم. ونص دعائه «روحي يا وهران الفاسقة ، يا كثيرة الجور والبغي والطارقة ، يا ذات الأهل الباغية السارقة إني بعتك بالبيعة الموافقة ، لنصارى مالقة والجالقة ، إلى يوم البعث والتالقة ، مهمي (كذا) ترجعي فأنت الطالقة». فلما
__________________
ـ الأمر. أما القاضي بن عبد المؤمن الذي حرض الباشا حسن على غزو وهران فقد توفي عام 1101 ه‍ (1690 م) والقصيدة موجودة في كتاب التحفة المرضية لابن ميمون ص 301 ـ 304 ، ويوجد قسم منها بدليل الخيران للزياني ص 43.
(1) تم احتلال الإسبان لمدينة وهران في شهر صفر عام 915 ه‍ (ماي 1909 م).
(2) الواد الهائج لم نجد له أثرا في الخرائط ، ولم نجد من يعرفه من كبار السن ، ولكنه على أي حال يوجد ما بين وهران وسيق لأن المزاري يتحدث عنه عند ذكره لحوادث المنطقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

بناء شخصية  الأطفال   ...